ديما مسموع

المغرب: مواطنون في ثراء فاحش، وآخرون غرقى في فقر مدقع …!!؟

بالقطع المغرب تغير الى الأحسن وأصبحت بعض المناطق بعينها تضاهي البلدان الأوروبية في الكثير من المجالات، وصار بعض المغاربة يعيشون حياة البدخ والرفاهية، ويصنفون ضمن اثرياء افريقيا، وآلعرب ، بل ويُضرب لهم ألف حساب وحساب.
في المقابل صور معاكسة تماما لما سبق، مناطق منسية مهمشة لا أثر فيها للحضارة و لا لأي شكل من أشكال التحضر، فقط مناطق تصلح كاستديوهات مفتوحة، حقيقية لتصوير أشرطة وثائقية تحاكي عصور ما قبل التاريخ.
مواطنون يسكنون الكهوف، شبه عراة، يرتدون أسمالا بالية وتعلو وجوههم التعاسة، الفقر و الهشاشة في أعمق تجلياتها…
مشهدان صارخان لواقع معيش، منظور بالعديد من مناطق المغرب عنوانه:
غنى فاحش أو فقر مدقع…!!!
قصة اليوم من نواحي إقليم ميدلت جهة درعة تافيلالت بالقرب من فج تيزي نتلغمت، المعبر المعروف والمشهور والذي يُغلق أحيانا لساعات بفعل حوادث سير عارضة أو جراء تقلبات الطقس، وللعلم يتواجد على طريق وطنية حساسة هي الشريان الوحيد لألاف النَٓسمة من البشر….!! وتلك قصة أخرى…
خلف جبال هذا الفج، تداول نشطاء التواصل الاجتماعي بالأمس فقط، مأساة حقيقية لأسرة تعيش حياة عصور ما قبل التاريخ، أسرة مكونة من زوج عاجز قطعت إحدى رجليه بسبب المرض، ولا يقوى على الحركة، ولا يستطيع فعل اي شيء، وزوجة مغلوبة على امرها تندب حظها العاتر الذي رمها برفقة خمسة أبناء ثلاتة ذكور، وبنتين في خلاء موحش، حيث لا انيس، ولا ونيس، سوى الآهات، القهر والوحدة القاتلة بعيدا عن كل شيء:
لا مدرسة للصغار، لا ماء، لا كهرباء، لا دواء، لا جيران…
أكبر الأبناء عمره 12 سنة راعي غنم لأحد الأشخاص وهو حسب شهادة الأم المُـــعيل الوحيد للأسرة من 07 أفراد.
الأبن الذي من المفترض أن يكون في هذا العمر بمقاعد الدراسة، صار رجلا قبل الأوان وضاعت طفولته بين الوِهاد والوديان…!!
الأبن الذي من المفترض أن مختلف التشريعات الوطنية والدولية تُجرَِم تشغيله في هذا العمر، أغتصبت طفولته، على رؤوس الأشهاد، وهو في ازهى أيام طفولته ومثقل بمسؤوليات لا يقوى عليها حتى صناديد الرجال….
الأدهى والأمــر أن اسلاف هذان الزوجان هما من طرد المستعمر من هذه الجبال ومن هذه الربوع….ولهما يرجع فضل استقلال البلاد….
حميد الشابل

اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد