ديما مسموع

البيجيدي شر لابد منه…

رضوان أجلول
أعادت إنتخابات 8 شتنبر بطريقة أو بأخرى تحريك السياسات الراكدة داخل مجموعة من الأحزاب التي كانت تتدعي القوة سواء بحكم إمتدادها التاريخي من جهة، او بالنضال أو المواقف أو العصيان السياسي الذي كان له دور في تعزيز روح الوطنية وتحقيق إنتصارات الى جانب الدولة في مختلف المجالات عبر سيرورة زمنية معينة من جهة أخرى.

وقد إستطاعت بعض الأحزاب التي جاءت من الهامش نحو المركز، اي فرضت وجودها ومكانتها داخل الساحة السياسية رغم ضعف الإمكانيات وتضارب الإيديولوجيات وتشتت الرؤى والمواقف في زمن كانت القوة الكاملة بيد الدولة العميقة التي كانت تضرب بيد من حديد كل سولت له نفسه المعارضة وعصيان الأوامر، (استطاعت) المصالحة مع الذات الحزبية وتلقيح نفسها بجرعة معززة للمناعة السياسية .

حديثي هنا عن حزب العدالة والتنمية الذي يعتبر رغم الإختلاف وتضارب الإنتقادات من الاحزاب التي كانت توبتها بعد الإنتخابات توبة نصوحة، بحيث أخد الحزب قطيعة مع خطاباته السابقة وسارع بتغيير مناضليه و يحاول بطريقة سريعة العمل على إعطاء نفس جديد لمرحلة جديدة تستدعي خطاب عصري وأفكار عصرية وطاقات سياسية عصرية، وهذا هو السيناريو الذي بدأ به الحزب مرحلته الجديدة بقيادة الأستاذ، عبد الأله بن كيران، الذي يعتبر ربان طائرة العدالة والتنمية في المغرب صاحب الموقف والجراة والشجاعة، بحيث إستطاع فهم موقف الدولة من الحزب وفهم كذلك موقف الشعب من الحزب، وعلم اين يكمن الخلل. وهذا ماجعله يسير بخطى ثابتة في طريق تلقيح الحزب بجرعة سياسية معززة يقضي من خلالها على الفيروسات التي أرهقت جسد الحزب وجعلته فاقدا للمناعة السياسية لمدة زمنية ليست بالقصيرة.

الإنتقاد الذاتي من بين الامور التي ركز عليها الامين العام السيد، عبد الإله بنكيران، وهو يعتبر تغييرا واضحا في خطاب الحزب، بحيث كان هذا الأخير يعتمد في وقت سابق وخاصة في مرحلة تدبيره للشأن الوطني على خطاب المضلومية الذي كان يقوم على مرتكزيين أساسيين، أولا كان الحزب يخلق من خلال هذا الخطاب عدو وهمي (التماسيح والعفاريت)، ثانيا يلعب دور الضحية. اليوم نرى ان الحزب اصبح ينتقد ذاته امام الملأ ويعالج مشاكله الداخلية بشكل عفوي دون الإشارة بأصبعه إلى اي جهة ودون إتهامه لأي حزب او مؤسسة، هذا خروج عن المألوف وإنتقال فكري ودعامة اساسية تمهد لمرحلة حزبية جديدة تجعل المصباح يعيد إشعاعه ونوره داخل اللعبة الحزبية.

اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد