ديما مسموع

الثلوج تغيب عن ميدلت هذه السنة…؟؟

مدينة التفاح هذه السنة تعيش وضعا استثنائيا مقلقا، فقد ألفت ان تزورها الثلوج على الأقل مرة في السنة او أكثر، لتمنحها حلة بهية والرداء الأبيض الجميل المعروفة به أيقونة الأطلس. إلا أن البياض لحدود اللحظة يغيب عن مدينة التفاح، وحتى عن قمم جبالها الشماء بنفس الكثافة التي تعرفها في هذا الوقت من السنة. نحن على بعد أيام قليلة من توديع فترة الليالي، بعدها بشهر يحل الربيع. والى حدود اللحظة لا امطار هطلت، ولا ثلوج سقطت، وما يسجله مقياس الحرارة والنشرة الجوية طول هذه الفترة على صعيد المدينة والضواحي هي درجات حرارة متدنية لا غير، التي تصل احيانا ما دون الصفر بكثير..!!
جرت العادة ما ان تنتهي فترة الليالي التى تدوم 40 يوما- والتي تبدأ في نهاية شهر دجنبر من كل سنة وتنتهي أوائل شهر فبراير، – حتى تمتلئ الوديان والسواقي بالماء ويبدأ الإخضرار والمناظر الطبيعية الخلابة في الظهور. وفي نفس الوقت يُشمر فلاح هذه الأحزمة الجبلية على ساعديه، ويباشر أرضه وحقوله ممنيا النفس بموسم فلاحي جيد. لكن هذا الموسم الكل متوجس مما يُخبـِئُـه المستقبل، فشح التساقطات هو الغالب، فحتى عيون تطوين التي تتواجد مباشرة اسفل جبل العياشي الشامخ والتي تعتبر شريان حياة هذه الأودية والسواقي…تعيش اسوء ايامها وبالكاد تخرج المياه من اسفل الجبل، فقد قل الصبيب بشكل ملفت ومقلق وغير مسبوق.
المبهج، المفرح في الثلاثة أيام الأخيرة وعلى غير العادة هذه المرة، فقد زارت الثلوج مناطق شاسعة يتبع بعضها من حيث النفوذ الترابي إقليم ميدلت، وبعضها الآخر اقاليم جهة درعة تافيلالت كالراشيدية، زاكورة وورززات وهي مناطق صحراوية قاحلة بالكاد تصلها بعض الميلمترات من المطر، إلا ان هذه السنة اكتسحتها الثلوج، واصبح البياض هو المسيطر على الأجواء، مشكلا مع الرمال واشجار النخيل الباسقة لوحات تشكيلية ولا أروع، ولا اجمل..!!
لوحات ربانية معجزة هي من صنع الخالق سبحانه وتعالى الذي اذا أراد للشيء ان يكن قال له كن فيكون…
فاللهم أسقي عبادك وبهيمتك، وانشر رحمتك، واحي بلدك الميت….
اللهم اسقينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين.
اللهم اسقينا غيثا نافعا غير ضار….
اللهم امين يارب العالمين
حميد الشابل

اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد