ديما مسموع

بوشطارت : الآن عبدالرحيم بوعيدة استرجع حقوقه .. لكن حقوق عبدالوهاب بلفقيه ضاعت إلى الأبد

الآن بعد أن خرجت المحكمة الدستورية بقرارها النهائي، بارجاع مقعد حزب الاستقلال في دائرة گلميم، ويتضمن عدد الصناديق التي شابتها خروقات أثناء الفرز… ما حكم هذا الاتهام الذي أطلقه المرشح آنذاك، والنائب البرلماني حاليا عبدالرحيم بوعيدة؟ ومن يتحمل المسؤولية في كل ما جرى من أحداث كادت أن تعيد حراك الحسيمة إلى وادنون، نتجت عنها أعمال شغب واعتقالات… من يتحمل مسؤولية ذلك، قانونيا وسياسيا وأخلاقيا، كادت أن تعصف بكل ماراكمه المغرب من تجارب في تنظيم الانتخابات واحترام إرادة الشعب ونتائج صناديق الاقتراع…

إن الخطير في هذه العملية ليس هو تزوير ضد مرشح لفائدة مرشح آخر، وإنما الأخطر من كل هذا هو انعكاسات هذا التدخل الغريب في تحوير نتائج الاقتراع وإرادة المواطنين في الانتخابات الأخيرة بجهة كلميم وادنون، وهو التدخل الذي أدى بشكل من الأشكال إلى الوفاة المأساوية للمرحوم عبدالوهاب بلفقيه…
انتشرت آنذاك أخبار تقول، مادام بوعيدة فقد مقعد برلماني فلابد أن يعود منصب لرئاسة الجهة لبوعيدة؟ وذلك ما تم فعلا. بالرغم من أن بوعيدة ديال الجهة لم تكن تبوأت المرتبة الأولى في الانتخابات الجهوية، كانت هي المحتلة للمرتبة الثانية، وبالتالي أسفر ذلك عن تلاعب كبير في إرادة الناخبين واختياراتهم السياسية. وتم دفع المرحوم عبدالوهاب بلفقيه الذي حصل على اكبر عدد من الأصوات سواء على مستوى الجهة أو على مستوى إقليم أگلميم، تم دفعه نحو المجهول بالرغم من أنه تمكن من نسج أغلبية مريحة لتكوين مجلس الجهة، فإذا به نزل بلاغ سحب التزكية وما تلاه من الفيلم الهيتشكوكي…
الآن عبدالرحيم بوعيدة استرجع حقوقه،… لكن حقوق عبدالوهاب بلفقيه ضاعت إلى الأبد.. مات مظلوما ومغدورا.. بفعل دسائس الغدارين والسياسين الذين لم يستطيعوا هزمه انتخابيا وشعبيا….

هذا من جانب، أما من جانب آخر، فإننا نشم دائما رائحة العنصرية تجاه المكون الأمازيغي في كل انتخابات تجرى بوادنون، اليوم في إقليم أگلميم بعد استرجاع بوعيدة لمقعده، يكون الإقليم ممثلا داخل مجلس النواب بعبدالرحيم ومحمد الصباري وهما غير ناطقان بالأمازيغية، فقد كان حزب الأحرار معولا على انزل ارجدال رجل الأعمال القوي المحسوب على دائرة بيوزاكارن، وقد أوحى بعض السياسيين في كلميم وسيدي افني لرئيس الحزب، بأن الحل الوحيد لهزم المرحوم بلفقيه في گلميم هو اقناع ارجدال الأمازيغي والمنتمي لدائرة بيزاكارن، وذلك ما تم فعلا قبل الانتخابات حيث تم اقناع ارجدال بصعوبة كبيرة للترشح بعدما كان معروفا بالأعمال الخيرية في المنطقة، فإذا به لم يتمكن من ذلك، في آخر المطاف حيث جاءت النتائج عكسية، واحتل مرشح بلفقيه المرتبة الأولى. كما أن بوعيدة بفعل الخبرة والنفوذ الذي راكمته العائلة بحكم سيطرتهم وهيمنتهم على مناصب الدولة والمجالس المنتخبة بالمنطقة والصحراء منذ تعيين اول عامل على طرفاية من عائلتهم سنة 1957، بفعل ذلك وزعوا الأدوار فيما بينهم، مباركة في الاحرار وعبدالرحيم في الاستقلال… والخطة هي القضاء على بلفقيه الامازيغي، تحت شعار “الحمية كاتغلب السبع”.

فالنتيجة الآن في مجلس النواب وجود مقعدان لبوعيدة في البرلمان، الأول للشابة بوعيدة من الاحرار والثاني لبوعيدة عبدالرحيم في حزب الاستقلال، اضافة إلى بوعيدة الكبيرة رئيسة جهة گلميم وادنون…، اذن العائلة غنمت ثلاث مناصب سياسية رفيعة.. أما بلفقيه الذي جاء أولا في الانتخابات التشريعية والجهوية رحل عن الدنيا تاركا لهم ملاذاتها ومتعها، وهو الذي لم يدخل السياسة إلى في سنة 2003 عبر الانتخابات الجماعية ولم يحصل على تعيين او ما شابه ذلك وهو شاب عصامي انطلق من الأسفل وصنع مجده السياسي بامكانياته وقدراته، اقتحم مجال عنيد وترك بصمته في التنمية والمنحزات والمشاريع التي ساهم في إخراجها للوجود أثناء توليه رئاسة بلدية أگلميم ومستشار برلماني… وهي المنجزات التي لم يستطع البعض إنجازها بالرغم من سيطرتهم على المناصب والمجالس منذ سنة 1957…
رحم الله بلفقيه الذي كان يحرص بشكل كبير على الحفاظ على التوازنات القبيلة في وادنون، واحترام كل الخصوصيات، وهو التوازن المهم للدولة أيضا… لكن للأسف بعد رحيل بلفقيه يتضح لنا أن الامازيغ في جهة كلميم وادنون لايصلحون إلا للتصويت وتوزيع منشورات وصور المرشحين في الأزقة…
هكذا يريد لهم البعض في وادنون….

اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد