ديما مسموع

الموظف والمرتفق …وجهة نظر…

لا مفر من زيارة الإدارة والتعامل مع الموظفين والموظفات. وفي نفس الوقت لا مفك لهؤلاء من التعامل مع المواطنين والمواطنات. لأن المصالح مترابطة. يحدث أن تصادف اثناء زيارة المرفق العام مستخدما يستقبل المرتفقين بابتسامة واستقامة، يقضي أغراضهم في هدوء وسلاسة. فقد اكتسب من خلال عمله خبرة التصرف والاقناع. مما يجعل المرتفق يقدر و يحترم ما يقوم به الموظف من اول وهلة، النتيجة امتصاص غضب المرتفق وانفعالاته حتى لو تأخر في قضاء الاغراض الإدارية التي جاء من اجلها.
من سمات هذا الموظف:
هندام انيق، مكتب موظب، وثائق منظمة، حركات، و كلمات محسوبة. رزانة في السلوك وحسن التصرف، رغم كثافة الزبناء وكثرة المهام والأشغال التي تنتظر طوال الدوام، إلا أن محياه تعلوه ثقة غربية، ورباطة جأش ملحوظة. فكل ردود أفعاله وأقواله تؤكد أنه ملم بما يفعل، وممسكا بمجريات الأمور كما يجب وينبغي. الأمر الذي يفرض على المرتفقين والمرتفقات مهما علا شانهم او صغُر، الانضباط واحترام التعليمات دون أدنى إشارة، ودون الجرأة لتجاوز ما هو مسموح به. مع الاقرار في دواخل النفس بالارتياح والإمتنان واحيانا الدعاء للموظف بالصحة والعافية والبركة في الرزق والسلامة فيما تبقى من العمر.
على النقيض من ذلك تصادف أحيانا نوعا آخر من المستخدمين يتطاير الشر من عينيه وجبينه، ينظر شزرا لكل المحيطين به، لا يرسى على حال، يصرخ في هذا ويتخاصم مع ذاك. بل يسب المنصب والحظ العاثر الذي رماه في هكذا وظيفة. فتنتقل هذه الطاقة السلبية الى المرتفق الذي يتوثر بدوره، وكأن على رأسه الطير، و يتمتم بين الفينة و الأخرى( الله اخرج العاقبة بخير، واسلك الأمور ) ومع ذلك أحيانا تخرج الأمور عن السيطرة فيقع المحظور. ويكثر الزعيق ويتعالى الصراخ فتتكهرب الأجواء وتضيع مصالح العباد…
دون ان نغفل، أن طبائع المرتفقين ايضا تتباين، ويتحملون هم ايضا المسؤولية، حيث اصبح الجميع في هذا العصر ، في عجلة من أمره، لا يهمه شيء، ولا يلتفت لاى منطق ، فحاجته تعمي بصره وبصيرته.
وما أكثر المتحدلقين والمندفعين الذي يقودهم الطيش، والخبل( العياقة وكثرة الفهامة الى ما لا تحمد عقباه)
كلمة أخيرة:
لا مفر للموظف الذي يعمل في الإدارة العمومية من خدمة المرتفق بلباقة، لان الخدمة التي يقدمها يقابلها اجر. وامتيازات.
ولابد من للمرتفق من احترام الموظف وسير المرفق مع الاذعان للتعليمات المنصوص عليها في هذا الصدد
حميد الشابل

اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد