كوفيد 19 يكتسح البسيطة، و يقلب كل شيء رأسا على عقب. من كان يتخيل أن يصير للصفر قيمة ويصير نجم النجوم.؟
من كان يتخيل، أن أقصى ما يتمناه المرء من اي نقطة في العالم، أن يستمع في وسائل الإعلام السمعية والبصرية أن حالة الصفر هي سيدة الموقف؟ ؟
من كان يتخيل أن خبرا من وهّان بالصين مصدر الفيروس، سيسعد العالم وهي من البلدان القصية التي سمع بها الكثير منا لأول مرة في حياته، وهو خبر أفرح الكون، وأدخل الأمل والنشوى على القلوب؟ ؟
بعدما تأكد تناقص أعداد الضحايا وتسجيل المختبرات والمستشفيات صفر عدوى، وصفر حالة..!! ورجوع الحالة على ما كانت عليه.
الصفر 000 في هذه الأثناء عملة ناذرة، وصار أحسن العلامات…!!
الصفر صار يرفع المعنويات، ويريح النفس ويخلق الأمن والأمان. وغير الصفر، ولو بدرجة واحدة يزلزل الأوضاع، ويخلق الفزع والهلع، ويجبر الجميع الامتثال للأوامر واختيار المعتقل اختياريا، وعن طيب خاطر…
فما بعد الصفر، ستكبر الأعداد وتكثر العِلّة ويعم الوباء، ليُحلِّق هادم اللذات فوق الرؤوس ويبدأ في حصد الأرواح..!!
2020 لن تُنسى في تاريخ البشرية، سنة المرض، وسقوط التوابث، والكيانات وما يسمى بالتعاون الدولي.2020 نهاية حقبة، وبداية لحقبة أخرى. تاريخ قلب الموازين وأعاد الاعتبار لمقولة مصير البشر واحد رغم تعدد الاختلافات وتنوعها.
2020 تاريخ سيبقى راسخا في الأدهان لعشرات السنين، عنوانه شؤم ومآتِم بلا عزاء. وسيدرّس في مختلف الجامعات والمعاهد.
كوفيد19 ضيف ثقيل، حل بالأرض في غفلة من الحراس والردارات وأعتى الأنظمة الدفاعية والهجومية. وعلى حين غرة، تربّع على عرش العالم وصار حديث العامة والخاصة. تصدر عناوين الصحف والقنوات التلفزية ووسائل التواصل الاجتماعي وغيرها، بكل الدول وكل القارات. وصرخ في وجه الغرب وتقدمه العلمي المزعوم:
وما أوتيتم من العلم إلا قليلا…!!
كوفيد 19 ضيف استطاع أن يغلق بيوت الله، ويوقف كل الطقوس، ويمنع السفر والتنقل، بل أستطاع بطريقة غريبة غير مسبوقة أن يسجن الناس في بيوتهم ومن غير سجان. ويساوي بين الجميع دون استثناء.
من كان يتصور أن البقاء في البيت والسكون عو الحل ؟؟
من كان يتصور أن الوصفة السحرية للقضاء على هذا العدو المجهول هو لزوم البيت، وعدم الحركة ؟؟
حتى صارت أشهر العبارات التي تتردد على كل لسان، وفي كل مكان، وفي كل وقت وحين، هي الزم بيتك، تنقد نفسك وغيرك..!
يوم تسيّد الصفر أحسن العلامات..!!!
الرحمة لجميع البشر يا رب البشر
حميد الشابل
