ديما مسموع

الجوطية أسواق تحقق ارقام معاملات بالملايين…

الجوطية، الخوردة، الميخالة، ولها مصطلحات عديدة أخرى. إلا أن معناها واحد، وهي بيع وشراء المتلاشيات والسلع المستعملة على اختلاف أنواعها واصنافها. هي تجارة تحقق ارقام معاملات بالملايين. وتجلب إليها الآف المتسوقين والمتسوقات، الذين يعتقدون انهم يبحثون عن الأشياء ذات القيمة، وفي قاموسهم المتداول البحث عن الهمزة، وعن الدوريجين…!!

تخصص لهذه الأسواق الشعبية اماكن معينة، وتنعقد في الضواحي، ولها اوقات محددة، وهي ظاهرة تنتشر في كل المدن المغربية الصغيرة أو الكبيرة دون استثناء. تزدهر بشكل خاص في فصل الصيف، وآماسي الأسواق الأسبوعية.
اسواق الجوطية لها طابع وسحر خاص، وبعض روادها ممن يسمون أنفسهم عشاق هذا النوع من التجارة يدمنون على زيارتها والنبش في محتواياتها. وليس بالضرورة كل ما يقتنونه منها يُستعمل، ومنهم من يراكم هذه الاشياء دون فائدة.
المثير و الملاحظ في السنوات الأخيرة أن هذه الاماكــًن ما عادت تستقطب فقط الفقراء والطبقات المسحوقة، بل تحج اليها ايضا مختلف شرائح المجتمع، ومن بينها حتى التي تُنعث بالغنية والفاحشة الثراء.
اقتربنا من الحاج علال أحد كبار الباعة في هذا المجال. حاولنا فتح نقاش معه حول الموضوع، ودون تردد وكأنه كان ينتظر هذه الفرصة منذ مدة، قال لنا:
” مشات ايام الجوطية..!؟ الناس باعت وشرات،….وداروا فيها لباس؟؟
الجوطية مشات…الدَِوانة تزيرات. حتى الحدود مع الجزائر، سبتة، ومليلة، الدبانة متزهاق.
البال حتى هو ولا غير الديشي، سافريان ( يقصد الجالية) قليل فين كيجيبوا لمليح … اش بغيتي نكولك هذا مكان…!؟؟
أما السي هشام المتخصص في بيع الملابس والأحذية المستعملة فصرح لنا قائلا:
” الاقبال على الجوطية كبير، والالاف من المغاربة كيتقضوا منها، لي لباس عليهم، ولي مزاليط…كلشي كيجي بيها”

من نافلة القول التذكير ، أن الجوطية والأنشطة المرتبطة بها تضر بالاقتصاد الوطني، وبالمقاولات الصغرى والمتوسطة ولها تأثير سلبي كبير على تسويق المنتوجات المغربية ذات الصلة. ولكن في نفس الوقت على الفاعلين الاقتصاديين في هذا المجال الاجتهاد أكثر، والعمل على ضمان الجودة والتنافسية لانهما الكفيلان بإعادة الثقة للمنتوج المغربي، وتركيا خير مثال على ذلك.
حميد الشابل

اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد