ديما مسموع

ميدلت .. من ينصف هذا الرجل ..؟؟

نسمع كثيرا، مدونة الشغل، التصريح بالأجراء، الدفاع عن العمال المياومين، وعن الحفاظ على الكرامة وحقوق الإنسان، عبارات عريضة براقة من بين عناوين أخرى لا تعد ولا تحصى ترفع بمناسبة او غيرها..!! إلا أن الحقيقة غير ذلك تماما، فقد صدق من قال:
“يا المزوق من برا اش اخبارك من لداخل..!!”
عمال الإنعاش الوطني، بعض رجال أو نساء النظافة، الإطعام المدرسي، الحراسة والأمن، سائقو حافلات النقل المدرسي، وغيرهم كثير، يعملون لساعات طوال دون أدنى حقوق تذكر:
لا تأمين عن الأخطار، ولا عن المرض. لا ترسيم، لا تقاعد، لا عطلة، لا إعتراف، لا….لا…. وأحيانا كثيرة يتم إجبارهم على توقيع العقد (هذا ان تم) لمدد قصيرة، المسوغ، أعداد العاطلين كثيرة، ولوائح الانتظار بالألاف، لذلك يضطرون للتضحية بالكثير من اجل القليل، من اجل دريهمات لا تغني ولا تسمن من جوع…!! واحيانا لا تصرف إلا بعد شهور….!!
لسان حالهم، مضطر أخاك لا بطل…. قبح الله الفقر..!!؟
قصة اليوم لن تخرج عن هذا الإطار. إسمه اكحي بن يوسف عامل يومي بسيط، يقول:
أنه عمل باخلاص وتفان في صفوف ما يسمى بالإنعاش الوطني بالجماعة الترابية ميدلت لأكثر من عشرين عاما دون توقف، ودون مشاكل تذكر، وقبل أربعة أشهر وبينما هو في دوامه الرسمي سقط من أعلى شجرة بإحدى أحياء المدينة، وتحت انظار زملائه في العمل، فأصيب بكسور خطيرة في رجله وعلى مستوى الكثف. الأمر الذي أقعده عن العمل الى يومنا هذا، مع العلم أنه متزوج، ورب أسرة والحياة صعبة ومتطلباتها لا تنتهي…!!
الأدهى والأمر أن المؤسسة التي يعمل لصالحها تنكرت له، ورمته رميا دون ان تكلف نفسها حتى الإطمئنان على حالته، ولو بزيارة مجاملة صغيرة لأدنى مسؤول بالإدارة. وحينما تجرأ للسؤال عن كيف سيكون الحال بعد الواقعة، وعن أجرة الأيام التي بقي فيها طريح الفراش. كان الجواب:
بالعربية تعرابت ” ما عندنا منديرو لك…”
ألهذه الدرجة وصلت قيمة المواطن المغربي المغلوب على أمره عند بعض المسؤولين…!؟؟
الرجل يلتمس فقط من المسؤولين الشرفاء ومن بأمكانه مساعدته، الوقوف معه في هذه المحنة للحصول على حقوقه كاملة مكمولة لا غير…!؟؟
حميد الشابل

اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد