ديما مسموع

صرخة جندي من قدماء المحاربين بالقوات المسلحة الملكية الباسلة…!؟؟

كان شابا وسيما مُحبا للحياة، يلقبونه في الدوار إزم أي الأسد لطوله الفاره، وبنيته القوية ينحدر من إحدى قرى الأطلس المتوسط، لم يتردد ولو للحظة في الإنخرط في سلك الجندية، وهو لم يتجاوز العشرين من عمره، رغم علمه اليقين ان الحرب مستعيرة، وانه قد يعود وقد لا يعود…
كان يقول لأقرانه:
إلا الوطن… نفذيه بأرواحنا قبل عيوننا، الصحراء مغربية وستبقى مغربية الى أبد الأبدين.
نهاية السبعينات، وبداية الثمانينات كــثَــفت جبهة البوليزاريو هجماتها على الحدود المغربية، الجزائرية معتمدة على ما يسمى بحرب العصابات، ووصل بها الأمر إلى حرق حافلة مدنية واختطاف من كان بها من الركاب العزل المدنيين…
في تلك الأثناء آلاف الشباب المغاربة الأفذاذ من مختلف مناطق المغرب لبَوا نداء الوطن، وسطروا ملاحم بطولية قلَ نظيرها، ولأن الحرب خراب بيوت، سقط فيها مئات الضحايا من الجنود المغاربة، وهم في ريعان الشباب، فاختلطت دماؤهم الزكية برمال تلك الربوع الغالية. ماتوا شهداء، كما أصيب منهم المئات بجروح خطيرة، وعاهات مستديمة، دون ذكر الأسرى المسجونين لعشرات السنين…
بطلنا الجندي الشجاع كان شخصا مِقداما ومحبوبا من لدن الجميع بلكنته الأطلسية المتميزة. أصيب بشظايا القذائف لمرات، لكن ألطاف الله نجته اكثر من مرة، من موت محقق…
كان يدعى علي أوسعيد بعد قضائه لأزيد من ثلاثين سنة من العمل في صفوف القوات المسلحة الملكية الباسلة، حيث تنقل فيها على طول الشريط الحدودي وعرضه بدءا من موقع العدانة وبوطبل بأقا، الى حوزة وجديرية بالسمارة ثم بوجدور و أوسرد….قبل أن يُحال على التقاعد، وهو الآن يقترب من السبعين او تجاوزها بقليل، يعيش خريف العمر بلا منزل، مريض، منهك، في حالة مزرية…!!
تكاد الدموع التي يغالبها بكبرياء لا تتوقف من عينيه، وهو يدلي بتصريح لأحد المواقع الصحفية. بعد ان عمد قدماء المحاربين والجنود لتنظيم تظاهرة سلمية للتعريف بقضيتهم العادلة، جراء تردي اوضاعهم المعيشية. خاصة والغلاء بلغ مداه والفقر الذي يعانون منه بلغ أقصاه… ما عادت المبالغ الشهرية التي يحصلون عليها تكفي حتى لتسديد مصارف الأمراض التي يعانون منها، فكيف لهم ان يعيشوا بكرامة ب1500 أو 2000 درهم شهريا تزيد قليلا او تنقص بعد هذه التضحيات الجسام التي قدموها عن طيب خاطر، لترفرف راية البلاد عاليا..
كيف يعقل ان يتم نسيان الخدمات الجليلة التي قدمها هؤلاء الأبرار الأشاوس، لبلدهم المغرب في وقت عصيب، ويتم نسيانهم بهذا الشكل المهين في هذا الوقت…!!؟؟
للإشارة:
فيديوهات هؤلاء منتشرة على اليوتوب ومواقع التواصل الاجتماعي….!!؟
لك الله بطلنا علي أوسعيد ورفقاؤك الصناديد، نرجو ان تصل رسالتكم الى من هم في مواقع القرار….
بالمناسبة امثال الجندي البطل علي أوسعيد بالألاف…
حميد الشابل

اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد