ديما مسموع

طاطا : بعد غياب طويل أمطار الخير تتهاطل بغزارة…

بعد غياب طويل، حلت رحمة المولى عز وجل، وهطل المطر، بكميات وافرة بالعديد من مناطق طاطا، تسينت، أقا، فم الحصن، أيت وابلي…. جاء الغيث بعد سنوات من الانتظار وروت الأرض، ففاضت الأودية وانفرجت الأسارير، وصٓفٓـت القلوب، وانشرحت الصدور ،فما بعد العسر إلا اليسر، وما هي إلا أيام قليلة ويشمر فلاحو المنطقة على سواعدهم استعدادا لأعمال الحرث، البذر، والغرس بسهل درعة الخصب، جوانب الأودية كالفوسي، سهل الفايجة، والمعيدر…
نشوة عارمة غمرت الجميع، الطير، الشجر والبشر، خاصة الكسابة مربو الماشية الذين تكبدوا خسائر لا تعد ولا تحصى بعد توالي سنوات القحط والجفاف. فقد همت التساقطات المطرية العديد من مناطق المغرب خاصة مناطق الجنوب الشرقي ، حيث الصحاري والواحات التي عرفت في العقدين الأخرين شحا غير مسبوق في التساقطات، مما أدى إلى استنزاف المياه الجوفية، فجفت على أثره الكثير من الآبار، العيون، والينابيع المائية لدرجة مخيفة وصلت حدود اليـٓــــبٓاس، وبالتالي موت الاف من اشجار النخيل المعمرة، وهجرة جماعية مست العديد من المداشر والقرى التي كانت الى وقت قريب عامرة وتضج بالحياة.
ملايين من الأمثار المكعبة تضيع هدرا، كلما جادت السماء بالخيرات .كان من الأولى لو استغلت في تجميع الماء الصالح الشرب أو لسقي مئات الهكتارات او تخزينها في السدود والبحيرات الصناعية كحل استراتيجي يخفف من حدة الجفاف المدمرة على مختلف الأصعدة.
في هذه الظروف ترتفع أصوات هنا وهناك لاتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر خصوصا على القناطر، الأودية والممرات المائية لما تشكله من اخطار داهمة غير متوقعة على المركبات والمارة…
حميد الشابل

اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد