ديما مسموع

ميدلت: تودع واحد من أشهر رهبان العالم في العصر المعاصر…؟؟

” جون پيير شوماخير، يسلم روحه لـبـارئِها بالأمس القريب عن عمر ناهز 97 ربيعا…”
أحب مدينة ميدلت، وعاش فيها مدة طويلة تربو عن 20 عاما. وتعرف على العديد من ساكنتها خصوصا من أبناء مدشر تعكيت. شيخ تجاوز التسعين بكثير، ومع ذلك ملامح وجهه يبدو عليها الوقار والحكمة. حسب شهادات من التقيناهم ونحن نشتغل على هذا الموضوع انه رجل محبوب يدخل القلوب بلا استئذان، وكل من يقترب منه يحبه ويجله، رجل بشوش بطبعه، وديع، هادئ يعتمر بشكل دائم طربوش او طاقية مغربية، مراكشية مطرزة تزيده جمالا ورهبة، لطالما شارك العمال الذين يشتغلون في الدير شرب الشاي واكل الخبز…ويحرص على تبادل أطراف الحديث معهم بمودة. منذ استقراره بدير سيدة الأطلس بميدلت، حسب نفس الشهادات، عُـــــرِف عن جون پيير شوماخير بساطته، وعمق أفكاره.

Header


تعايش بجٓلٓد وصبر كبير مع واقعة تبحرين الحزينة، التي أودت بسبعة من رفقائه والتي هزت بشاعتها العالم. التقى وهو بميدلت العديد من الوفود والضيوف بلباس الرهبان الأنيق. كان يستقبل الجميع بطيبوبة والكثير من المودة والحنان، ويُنصِت لكلامهم بامعان أكثر مما يتكلم وإذا تكلم نطق بروية وعمق وايجاز.
رغم جسمه النحيل، ضهره المقوس، وعكازه الذي لا يفارقه بفعل سنوات عمره المديد، إلا أنه مزال نشيطا وحيويا الى اخر آيام حياته بالمقارنة لمن هم في سنه.
كان دائم الحكي، عن السلم والسلام والعيش المشترك بين جميع الأعراق والأديان، وعن تقوية أواصر الحب والاحترام بين جميع البشر، بغض النظر عن اصلهم وفصلهم…
بموت هذا الشخص الودود تفقد ميدلت المسالمة المسامحة أحد اصدقائها الأوفياء. بموت هذا الرجل تودع ميدلت ضيفا وقورا له مكانته واعتباره في العالم.
جون بيبر شوماخيير حل بتعكيت منذ اكثر من عقدين من الزمن، وشرب من مائها، اسنشق هواءها العليل، وفضلها على فرنسا مسقط رأسه…
لمكانة هذا الرجل الطيب في قلوب الميدلتيين، نعته ثلة طيبة من ابنائها البررة، الذين كانت لهم به سابق معرفة او صداقة أخوية. نعت الرجل الذي عشق ميدلت وأهلها وعزت عائلته، أصدقاءه، ورفقاءه بدير سيدة الأطلس بتعكيت ميدلت.
نعم للتسامح، نعم للإخاء الانساني، نعم ليعم السلام العالم أجمع…
وديننا الإسلام الحنيف يدعو لذلك.
حميد الشابل

اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد