ديما مسموع

فصل الشتاء … فصل آخر من معاناة تلاميذ المناطق الجبلية !

صوتكم -حميد الشابل –
تعيش عينة من التلاميذ هذه الأيام في جل المدارس التي تتواجد في الأحزمة الجبلية خاصة سلاسل الأطلس الكبير، المتوسط والريف، واحدة من أصعب فترات السنة. فما ان يدخل شهر دجنبر إلا ويبدأ معها البرد القارس، الرياح الهوجاء، وأحيانا تساقط الثلوج وتهاطل الأمطار. فأغلب الأسر بالمداشر لا تسكن بالقرب من المدارس ومنازلها متفرقة. وقد نجد في العديد من المناطق أن موقع بناء المؤسسات التعليمية او الوحدات التابعة لها يقع بين دواوير عِدة، وهو حل تلتجئ إليه الجهات المسؤولة ترضية لساكنة هذه الربوع المنسية. مما يضظر آلاف التلاميذ المنحدرين من هذه الأوساط الفقيرة والهشة الى قطع الكلمترات في جو أقل ما يُقال عنه أنه قاس، ولا يحتمله الكبار فما بالك بالصغار…!! (الذين بالكاد تجاوزت سنوات عمرهم عدد أصابع اليد الواحدة.)
رغم كل المجهودات التي يقوم بها الأباء والأمهات، وقليل من الجمعيات المهتمة في المصاحبة وتوفير وسائل النقل للمحظوظين منهم، إلا أن الظاهرة أكبر من ان تعالج بهذه الحلول الترقيعية المحدودة، خصوصا في القرى والأرياف البعيدة عن المدن الكبيرة والمراكز الحضارية. وقد لوحظ في السنوات الأخيرة ظهور ما يسمى بالمدارس الجماعاتية في جل جهات المملكة لكنها ايضا محدودة ومعدودة ولا تفي بالغرض. كما تم تسجيل تدخَُل بعض الجماعات الترابية التي انخرطت هي الأخرى في توفير حافلات النقل المدرسي من النوعية الجيدة والمريحة لكن للأسف لا تغطي جل المداشر مقارنة بالتعليم الإعدادي الذي عرف طفرة نوعية بعد هذا المعطى الجديد، وساهم اعتماد النقل بشكل كبير في التقليل من الهدر المدرسي في صفوف تلميذات العالم القروي.
من المهم التذكير أن حق التعليم من أهم الحقوق الأساسية التي نصت عليه مختلف الدساتير و التشريعات الوطنية والدولية لذلك على الجهات المعنية المسؤولة مضاعفة الجهود ببناء اقسام تتلاءم وهذا المناخ القاسي والعمل على توفير كل الوسائل التعليمية واللوازم المدرسية المساعدة خصوصا المدافيء وحطب التدفئة اليابس….

اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد