ديما مسموع

الإخلاء في أجل اسبوع…ما هكذا تعامل واحدة من اشهر الجمعيات البيئية في ميدلت…؟

دار المنتزه موضوع الإخلاء هي احدى المواقع التي كانت قبل أن تتسلمها جمعية ملوية العليا بيئة بموجب اتفاقية تدارسها المجلس البلدي آنذاك، وصادق عليها بإجماع الاعضاء دون استثناء، فقد كانت قبل التسليم وكرا للصوص ومخزنا لسرقاتهم ومرتاعا للأزبال والقمامة، وبموجب هذه الاتفاقية التزمت الجمعية بتأهيل وتهيئة الحديقة والدار، حيث اعدت مشروعا لتهيئة حديقة الشلال حضي بتمويل من قِبل وزارة إعداد التراب الوطني والماء والبيئة في حكومة السيد اليازغي. كما عملت على البحث عن تمويلات اخرى وهو ما تأتى لها، ايضا بمشاريع بيئية مميزة وفارقة، فقد استطاعت اقناع إحدى المنظمات التابعة للأمم المتحدة التمويلات الصغرى PNUD وكان ذلك سنة 2008
بعدها عملت الجمعية طول هذه الفترة على تعهد الحديقة بالغرس، التشديب والسقي وكل أعمال الصيانة والبستنة بصمت ونكران الذات. كما كانت دار المنتزه تقوم بادوار لا تقل أهمية بالموازاة من خلال ندوات، لقاءات متنوعة كما تبنت مهمة التعريف بثراء وغنى المؤهلات الطبيعية والسياحية الذي يزخر بها المنتزه الوطني المقام على تراب اقليم ميدلت، وهي الآن تدير واحد من انجح المشاريع الوطنية الممول من طرف إحدى المنظمات الدولية CEPF المقام بعالية الحوض الصغير لملوية الذي هو حوض واد وطاط وهي عملية غرس 24000 شجرة من الأرز و24000 شجرة من البلوط على علو 2600 و2800 متر على مساحة تتجاوز 80 هكتار، كما ان للجمعية أنشطة موزعة على عدة مناطق بالاقليم وهي عضو كامل العضوية بمنظومة الجمعيات المدافعة عن التنوع البيولوجي في البحر الأبيض المتوسط، وهي ضمن أنشط الجمعيات البيئية على الصعيد الوطني، وشاركت في العديد من اللقاءات والفعاليات البيئية، آخرها السنة الماضية في كل من الدار البيضاء ومراكش…وفي الوقت التي تستعد بالاحتفال بالذكرى العشرين على تأسيسها، وفي الوقت الذي ينبغي على الجهات المسؤولة الاعتراف بخدماتها وبما قدمته للمدينة وللإقليم من خدمات جليلة، ولـِـما لا تكريم روادها ومؤسيسها.. يتم ابلاغها على لسان احد نواب الرئيس ببرودة أعصاب مستفزة، وكأن الجمعية وكالة من غير بواب بما يأتي:
إخلاء المقر وافراغه أو اقتحامه وكسر أقفاله….!!!؟
المعلومة التي ينبغي على الجميع معرفتها ان دار المنتزه تحفة فنية ناذرة من حيث طريقة بنائها، جماليتها من الداخل، محتوياتها، الوثائق والأرشيف الذي تحتويه، تجهيزاتها… وكل ركن من اركان دار المنتزه له قصة، له تاريخ، له معنى، و كان ثمرة تضحية وعشق لا ينتهي للمجال البيئي..!!
وفي حالة الاخلاء ما مآلات ومصير هذه الأجهزة والمعدات المسلمة من طرف الجهات المانحة..!؟؟
دار المنتزه لها أعضاء مميزين، هم من خيرة ما أنجبت ميدلت أخلاقا، ثقافة، مهنية، تطوعا، تضحية وترافعا حول المجال البيئي، وهم احرص الناس على مستقبل ميدلت الحبيبة، ومستعدون للبدل والعطاء وبسخاء من أجل المصلحة العليا لمدينتهم، لكن في إطار المقاربة التشاركية والحق في الحصول على المعلومة وفي إطار الدستور الجديد الذي يدعو الى اشراك فعاليات المجتمع المدني في التنمية المستدامة المبتغاة.
وهذا ما لم يحصل مع الجماعة الترابية لميدلت التي ضربت بكل هذه الأسس الوطنية عرض الحائط ولجأت إلى ابلاغ الجمعية بالتهديد بالاخلاء وفي أجل اسبوع او الاقتحام وكسر الأقفال…!!! وكأنها ليست طرفا…!!؟
مع العلم ان الجمعية تكن كل التقدير والإعتبار للمكتب المسير للجماعة الترابية ميدلت، وعلى رأسه السيد المحترم المخضرم رشيد عدنان، و تعمل وفق التشريعات والقوانين المعمول بها، وتجمعها بالجماعة الترابية عقد شراكة ملزم صُودق عليه منذ اكثر من 15 سنة بالإجماع، ولم تُخِل الجمعية باي شرط من شروط هذه الاتفاق ولم تتلق اي اشعار مكتوب بالاخلاء طيلة هذه المدة…!!!
للعلم فقط، شاركت جمعية ملوية العليا في السنة الماضية 2021 في إحدى أهم المسابقات البيئية التي تقام كل سنة وهي جائزة الحسن الثاني للبيئة وتلقت رسالة شكر على المجهودات التي تقوم بها في المجال البيئي، موقعة شخصيا من وزير في الحكومة السابقة.
حميد الشابل

اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد