ديما مسموع

تأثير الفكر العلماني على تربية الأبناء، مريم عصيد نموذجا

تأثير الفكر العلماني على تربية الأبناء، مريم عصيد نموذجا

صوتكم: مقال رأي

هنا وأنا افتح هذه النافذة ، اعلم اني سأجد بين المتابعين ، المعارضين للفكر و الكثير من المؤيدين،. مناسبة هذا المقال هو تسريب مجموعة من الصور لابنة أحمد عصيد ” مريم عصيد” صور صيفية جريئة بألوان شفافة مثيرة ( مع كل احترام لحريتها الشخصية ) ، ربما من بين المطلعين على الصور من حبدها و أعجب بلوك الشابة مريم عصيد، و هناك من لم يرفض اختصار الهوية الأمازيغية في قماش من الثوب تلتحفه شابة جميلة . المتتبع لمسار مريم عصيد، مند مراهقتها سيلاحظ ان الأب يحاول التأثير بفكره في تربية البنت ، حيث أن الفتاة تربت على التحرر وتؤمن بالمقولة الشهيرة ( كل فتاة بابيها معجبة ) . تأثير الفكر العلماني على تربية الابنة مريم جعلها تخلق لنفسها مساحة من الشهرة مستغلة صيت والدها ، محاولة استغلال الاسم لخلق مساحة خاصة بها . لا يخفى على أحد أن عصيد من ذوي التوجه العلماني , ونعرف ان العلمانية كمفهوم تعني سيادة العقل وحده ولا مكان للغيبات والميتافيزيقيات في المنطق العقلاني , أي ان العلمانية تعتبر الدين قائما على خرافة تنتمي لعصر كانت فيه السيادة للخرافة واللاعقل,
قد يقول البعض لكن عصيد مسلم ولم يسبق ان اعلن الحاده او اي شيء مما ذكر في التعريف أعلاه , سنقول له أن كبار العلمانيين يقولون أنه يستحيل وجود علماني يؤمن ايمانا حقيقيا بالدين أو بالغيب أو المقدسات الا اذا لم يكن علمانيا حقيقيا , أو يفهم العلمانية فهما ساذجا طفوليا وهكذا سيكون الاستاذ عصيد أما علمانيا “مزورا” أو غير ضابط للتوجه العلماني الذي يدعي أنه أحد رجالاته بالمغرب أو علماني حقيقي ويمارس التقية . وهذا ما نلاحظه مؤخرا حتى في خرجات الابنة المدللة لاحمد عصيد مريم .
هذا وعلينا ان لا ننسى ان الخطاب العلماني في مجمله يقوم على ارض الحادية لا تؤمن بوجود اله ولا تعترف بدين ويتظاهر بكونه لا مشكلة له مع الدين وانه يكفل حرية الاعتقاد للجميع , وذلك عن طريق ممارسة نوع من التمويه الاديولوجي و التزييف الاعلامي ، الاستاذ احمد عصيد وككل علماني , يخرج لنا بمظهر الباحث النزيه و الناقد البريء المتجرد من كل ايديولوجيا او افكار مسبقة , ذو فكر متنور وحداثي وكل من يعارض فعليه ان يستعد لسيل من التهم المجانية التي ستكال له , غير ان الحقيقة التي لا يرغب الكثيرون في سماعها هو ان عصيد ومن هم على شاكلته ليسوا الا مثقفين تسممت افكارهم بالدراسات الاستشراقية الغربية الى درجة ان تحولت قناعتهم واختياراتهم منسجمة تماما مع الطرح الغربي والبحث الاستشراقي وبهذا تصبح لهم مواقف متطرفة من الدين والتدين يغلفونها بستار البحث العلمي او النقد التاريخي .ويكون لها تاثير على تربية الابناء .
سبق للاستاذ عصيد أن قال بالحرف “أنه لم يوجد قط مثقف علماني واحد كتب ليمس بالدين الاسلامي في جوهره , أو بالحق في الايمان والتدين ,وانما التوجه العام هو نقد أشكال القراءة والفهم المنحرفة للدين , وانواع توظيفه السياسية المغرضة ” , قد نتفق مع عصيد ونحكم له بأن نيته حسنة وان هدفه هو ان يرينا كيف نقرأ الدين قراءة غير منحرفة غير اننا يجب ان نتساءل كيف يمكن لعصيد مع احتراماتنا التامة له وهو الذي لم يتخصص في دراسته لأي مجال اسلامي كيف يمكن له ان يرينا او يجعلنا نقرأ القراءة الغير منحرفة للدين , وهنا لابد ان اذكر كلاما مهما للاستاذ هشام جعيط أحد رفاق درب أحمد عصيد قال فيه : “ان كل اصناف النخب في العالم العربي بعيدة كل البعد ليس فقط عن التيارات الاسلامية بل عن الاسلام نفسه ” , اذا فهذا العلماني يشهد على ان العلماني عصيد بعيد كل البعد عن الاسلام والتيارات الاسلامية والسؤال الذي يجب ان يطرح هو : اي قراءة سيقرأها عصيد لأمر هو بعيد عنه ؟؟؟؟ لماذا مريم بالضبط حازت كل هذه المساحة في توجه عصيد ولماذا لا الأبن أيضا. هنا سنجد أن الأكثر تأثيرا في شباب اليوم هو الجنس اللطيف . والطرق الاسهل لاستمالة أفكارهم هو استغلال هذا الجانب المؤثر.
عصيد مرة اخرى يذهب الى ما ذهب اليه علماء الاجتماع الغربيين ويؤكد “أن الدين مرحلة من مراحل تطور العقل البشري ,بدأت أسطورة ثم تعددت الآلهة ثم التوحيد ثم العقل العلماني المعاصر” وبهذا يكون الاستاذ قد وقع في تناقض مفضوح مع تصريحه السابق الذي أكد فيه انه وكل مثقف علماني لا يمس الدين في جوهره .
ما يسعى اليه عصيد في توجيه الابنة مريم هو ما يسعى اليه كل علماني الى تفكيك الدين الاسلامي مع تأكيدهم على ان هذا التفكيك ليس عملا سلبيا ولا تخريبيا , بل هو عمل ابداعي خلاق ، لايمكن لأي ثقافة ان تنهض دونه , وغرضهم من كل هذا كما يقولون هو التوصل الى فهم عقلاني حر شفاف ونزيه لدين الاسلام , طبعا “سنتبع الكذاب حتى لباب الدار ” وسنجد ان الفهم العقلاني يستلزم قطعا تجاوز واقصاء كل المفاهيم الدينية ذات البعد الميتافيزيقي الغيبي من قبيل : الله , الملائكة , الشيطان , الجنون , الجنة , النار , منكر ونكير , وكذا تجاوز كل التشريعات الاسلامية المختلفة من حلال وحرام لان كل هذا كان سابقا مجرد استجابة لظروف معينة تجاوزها التطور الطبيعي للعقل البشري .


اذا فكل علماني يسعى الى ان تأخذ العلمانية مكان الدين داخل المجتمع وان يتحول هذا الدين الى نوع من الفولكلور تماما كرقصات أحواش الذي يتقنه أحمد عصيد ، و احيدوس وأهازيج غياتة وطقطوقة الشمال , يقول أركون موجها صغار العلمانيين وهو العلماني الكبير في كتابه قضايا في نقد العقل الديني “باختصار ينبغي الدخول في صلب المشاكل الحقيقية , وعدم تحاشيها بحجة مراعاة الشعب او الجماهير او العامة …الخ , ينبغي ان يصل النقد الى جدور الاشياء لا ان يكتفي بدغدغتها او مسها مسا خفيفا” في هذا النص يفضح أركون رفاقه دون وعي خصوصا العلمانيين المغاربة وعلى رأسهم عصيد والذين من أجل اديولوجياتهم يتمسحون بالدين نزولا عند رغبة الجماهير وهذا يعتبر موقفا انتهازيا رجعيا يهدف الى التراجع خطوة الى الخلف من أجل خطوتين الى الامام .


وقد سبق لاحمد عصيد ان انتقد مقررات التربية الإسلامية و تأثيرها على تربية الأبناء، بالمغرب لم يكن رأيا حرا له بل هو استيراد لفكرة فرنسية كانت قد صيغت كتوجيهات لوزارة التعليم الفرنسية في اطار تعميم التعليم الصادر يوم 28 مارس 1882 والذي نص على ما يلي : ” يجب ان لا نذكر للطفل البالغ من العمر سبع سنوات شيئا عن الله , ليشعر هذا الطفل من تلقاء نفسه على امتداد الساعات الست التي يتلقاها يوميا ان الله غير موجود اصلا , او اننا في احسن الاحوال لم نعد في حاجة اليه ” , اذا فكل افكار عصيد فرنكفونية بامتياز ولا ادل عليها من كونه طالب بكتابة الامازيغية بالحرف اللاتيني عوض العربي , وفكره كله مستورد لكنه غير قابل للاستهلاك في بلد دين شعبه الاسلام. لهذا يحاول العلمانيون استغلال كل المؤثرات على العقل خصوصا الفئة الأكثر استهدافا المراهقين و الشباب للتأثير عليهم .

تعليق 1
  1. موحا يقول

    ثأثير الفكر الغريزي البهيمي على البعض
    كاتب المقال نموذجا

اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

%d bloggers like this: