ديما مسموع

ميدلت: سويقة التمر بين الماضي والحاضر…؟؟

 

 

مٓن مِن سكان ميدلت والضواحي لا يعرف او يسمع عن سويقة التمر والحناء، والزرابية التقليدية، هذا المكان الجميل، المثخم بالذكريات والحكايات. مٓن مِنَــا لا يحرص على زيارة هذه السويقة الشعبية التي تعبق برائحة الذكريات، والاحداث المِلاح. رغم بساطة العمران وأصالته العريقة. فالكل يجمع على أن واضع تصميم هذه المعلمة فنان من درجة مبدع.
حسب بعض الشهادات الشفوية التي استقيناها اثناء الاشتغال على هذا الموضوع من لدن كبار السن بالمدينة. يعود تاريخ سويقة التمر الى بداية القرن العشرين او حتى قبل هذا الزمن. حيث كانت لعقود ومازالت،- وإن بدرجة وزخم أقل بكثير، – القلب النابض لعاصمة أحولي وميبلان ومقصد المغاربة والأجانب ومن جنسيات متعددة واديان مختلفة. يخال المرء وهو يتجول فيها أن من كان هنا من الأجداد يوصينا بالحفاظ على هذا التراث التليد.
الى وقت قريب كانت السويقة بنك قضاء الأغراض لكل الحاجيات، فعلى سبيل المثال لا الحصر:
من كان يبحث عن الفُرجة، الحلقة والنزٓاهة فبندير بعوت الفيلالي، وعزف بوتغانيمت لا يزال صداهما في الأجواء. اما عن قصص تعايش المسلمين واليهود جنبا لجنب وفي سلام، فلا تسأل، أما عن صيحات الدلالة وجملهم اللذيذة:
(درهم هِلي، درهم هِلي) اي درهم او درهمين فقط، من ݣال، شكون قال أنا..؟؟
فتلك الغاز أخرى ولا في الف ليلة وليلة…؟؟
ومن كان يبحث عن معلم او صنايعي فمقاهي السويقة بشايِـها المشحر تفي بالغرض وتزيد. وحتى ( تٓسفرحة الوٓاشُون) اي هدية الأطفال لإسعادهم في المساءات، فما على الشاري الا السيد لحسن الحلوي وغيره من تجار الحلويات والسفنج.
الكلام عن سويقة التمر دو شجون ولا ينتهي، المؤلم وما يحز في النفس ما إلت إليه أوضاع السويقة في وضعها الحالي، فحدث ولا حرج:
فوضى، اوساخ، عربات،احتلال للملك العمومي، فلا يعقل ان يكون المحل 20 متر مربع، ويصبح بقدرة قادر بين عشية وضحاها 100 متر مربع، في استهتار واضح لمصالح الجيران وللممرات العمومية، وجمالية المكان المحفوظة و المضمونة منذ ازمان…!!
لهذه الأسباب وغيرها على الجهات المعنية، من سلطات محلية والمجالس المنتخبة العمل على إعادة الاعتبار لواحد من اجمل واعرق الأماكن بجهة درعة تافيلالت.
حميد الشابل

اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد