ديما مسموع

الحسين واعزيز ، قصة شاب من المدارس القرآنية إلى مشيخة قبيلة بطاطا .

صوتكم : مولاي أحمد الجعفري

الإنسان بطبعه يحقق الأهداف، أن توفرت العزيمة و الإرادة سيصل إلى مبتغاه.
الحسين واعزيز ، شاب تمنارتي من قبيلة سموكن العالمة، هذه القبيلة الطاطوية معروف عن أهلها حب القرآن الكريم و النهل من العلم، قبيلة انجبت ولازالت تنجب ، فقهاء و علماء و أساتذة و مهندسين و علماء ، إليها ينتسب العديد من الطاقات الشابة المغربية والتي استطاعت الوصول إلى أهدافها بالإرادة و العزيمة القوية . الحسين واحد من هؤلاء الشباب الذي اختار في بداية حياته دراسة الفقه و السنن و العلوم الشرعية ، لتقوده مسيرته إلى العديد من المدارس العلمية العتيقة بسوس، تحصل واعزيز الحسين على مراده وهو الشاب الحافظ للقران الكريم، المتمسك بالسنن الشرعية ، و المتمكن في علومها، فقيه شاب على غرار العديد من الفقهاء الذين انجبتهم منطقة قبيلة ( سموكن) التابعة إداريا لقيادة تمنارت دائرة أقا إقليم طاطا، بعد التحصيل العلمي الناجح للشاب الحسين، عاد إلى مسقط الراس بقبيلته. لم ينتظر الحسين كثيرا لتفتح له أبواب المساجد لالقاء خطب الجمعة وهو الحاصل على تزكية وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بذالك، و لم ينتظر الفرصة كثيرا كي يصبح امام او خطيب او حتى مدرس بإحدى المدارس القرآنية. الشاب اللطيف و الجدي المثابر الخلوق المتشبع بأخلاق اهل البلدة الكرام الطيبين ، انتهز اولى الفرص التي لاحت أمامه. حيث تقدم بإيعاز من اهل البلدة و بتشجيع منهم لما لمسوه في الشاب من تفاني وإخلاص، وحب الخير و كونه قدوة بين الشباب ، خصال شجعت اهل سموكن لاقتراح اسمه على السلطات قصد تزكيته ” شيخ الفبيلة” بالفعل كان للحسين ما أراد و تحقق له حلم لم يكن أبدا يراوده. فمن الفقه إلى الاشتغال على قضاء حوائج الناس والأمر سيان بين هذا وذاك .


الحسين واعزيز بصدفة أصبح شيخ قبيلة سموكن . ولم تكد تمر الا شهور قليلة على تنصيبه في هذا المركز ، حتى جاء وباء كورونا المستجد، ليكتشف الشاب الطموح عالم السلطة ، و متاعب المهنة التي تتطلب من الشيخ إرادة و عزيمة اقوى ، تراه ينتقل بين هذا المدشر وذاك عبر دراجته، يقف على كل كبيرة وصغيرة ولم يترك الا واحصاها. يمد السلطات بالتقارير و يحاور هموم الساكنة و يفك الصعاب عنها . شاب نشيط يكاد لا يهدأ له بال و عينه لا تنام، مما جعل السلطات المحلية بدائرة اقا تطمئن على حال اهل قبيلة سموكن، لما يمتاز به الشيخ من قوة في الحوار و ما لقيه تعيينه من ترحيب . يفك مشاكل الساكنة دون حاجة لنقلها لمركز القرار ، وهو الحديث العهد بالمهمة صار حديث العام و الخاص . لم تتوانى الصفحات الفيسبوكية بالمنطقة و مجالس الساكنة ، ولقاء الأعيان من التنويه بمجهودات الرجل والثناء على ما أضافه للقبيلة .
لطيف حتى في الحوار له مكانة خاصة حازها عند المسؤول الأول المباشر عليه قائد قيادة تمنارت ، الذي عبر اكثر من مرة لمقربيه انه معجب لأداء الرجل وان الشيخ فعلا يستحق المكانة وان حال السلطة مطمئنة على القبيلة.
قائد قيادة تمنارت المعروف بحبه لرجل الميدان و رجل الحوار و الداعم للطاقات الشابة ، وجد في هذا الشيخ غايته ، فبدأ يمده بالنصح حتى أصبح الشيخ الشاب يتقن مهنة المشيخة و استطاع التفوق على زملائه ممن سبقوه للميدان . الشيخ المتعلم و الوقور والفقيه الجليل أضافت اليه هذه الصفة حب الجميع سلطة و منتخبين و ساكنة وأعيان.
وانت تجالس الشيخ الشاب تختلط عليك المصطلحات باي صفة ستناديه هل الشيخ ام الفقيه ..؟؟
صفات وان اجتمعت في رجل واحد فهي صفات النجاح الكامل . فهنيئا لشيخ مشيخة ” سموكن” وهنيئا لساكنة سموكن و قيادة تمنارت بفقيهها الشيخ. لتجتمع كلمة الشيخ الفقيه والصفة في الحسين واعزيز الذي بالكاد في الثلاثينيات من عمره .

اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد