ديما مسموع

الذكرى الثانية لرحيل ، رمز الشعراء الفنان المبدع ” الحاج يحي بوقدير”

تحل اليوم السبت الموافق لفاتح غشت 2020 الذكرى الثانية لرحيل ، رمز الشعراء الفنان المبدع ” الحاج يحي بوقدير” ففي مثل هذا اليوم من سنة 2018 . نزل علينا خبر كالصاعقة، رحيل المبدع الفنان المجدد لفن أحواش ورمز الشعر الأمازيغي. تلقيت الخبر الصدمة و لم استطيع لملمة مشاعري لاتوجه لحظتها لمنزل الفقيد بحي عين السبع بالدار البيضاء، حيث وجود حشود من المشيعين من أصدقاء و أقارب الفقيد . غاب الإعلام لاجمل هاتفي فبدأت في نقل جنازته والتي تتبعها على صفحتي الآلاف المشاهدين .
وداعا الحاج يحي بوقدير . وداعا صديقي العزيز الفنان الأمازيغي المقتدر .. ليس هُناك أشد قسوةً وألماً على الشخص أكثرُ مِن أن يسمع نبأ وفاةِ صديقٍ كان أقربُ مِن أخٍ له. خاصةً إذا ما كان الصديق وفياً صادقَ الوعدِ لهذهِ الصداقة لآخرِ لحظةٍ قَبل أن يأخذهُ الموت مِن صديقه، على الرّغمِ مِن أنّ الموت حقٌ على كُلِ إنسان، إلا أنّهُ الأقسى والأصعب والأفجَع على النفسِ، ولا يبقى لنا سوى تذكُر الذكريات التي كانت تجمعنا معهُم والدعاء لهم في قبرهم.


دموع صامتة خرجت بحرقة تحمل مشاعر الحزن والاسى من اصدقائك ومحبيك وهم يودعونك إلى مثواك الاخير، شريط ذكريات اختزلت نحو اربعين عاما من الذكريات القريبة والبعيدة، رحلت عن دنيانا تاركا لنا طيب عملك وحسن سيرتك، ونقاء سريرتك، واجمل ذكريات الصداقة والاخوة التي ربطتنا بك وبأسرتك الكريمة، تلقيت نبأ وفاتك المفجع الذي هزَ القَلب بمشاعر مرهفة لم اقو على تحملها، والآن نحن لا نملك يا صديقي الراحل في كل الاحوال الا الدعاء والتضرع إلى الله ان يتغمد برحمته فقيدنا العزيز، فهو الملاذ والمخرج الوحيد من حالة الحزن والاسى بكل هذه المشاعر الفياضة.
رحل الصديق العزيز، ليرحل معه رمز الاخلاص والوفاء، وعزاؤنا انه ترك ارثا ضخما من الاعمال الشعرية الراقية في فن أحواش، والتليفزيون والاذاعة وعمل معه طوال تلك المسيرة خيرة الشباب الأمازيغي ليمهد لهم دربا يسيرون عليه وينهجون مدرسته الفنية المتميزة بالصدق والابداع والموضوعية، رحمك الله صديقي رحمة واسِعة.
رحلت يا صديقي من بينِ كُلِ الملايين، وتركتنا وحدنا نُصارِع أمواج المآسي، مات صديقي الحاج يحي وسَيموتُ غَيرهُ الكثيرون، وسَنَموت نحنُ عن قريبٍ أو بعيد، وننزِل منازِل كما نزلت، ونقف بين يدي الملِك يوم الوعيد، وهذهِ سُنَة الله تعالى في خلقه، انه لا باقي سواه والكل سيفنى.
رحمك الله يا بوقدير لقد ابدعت وامتعت فرحلت قرير العين.. وفي النهاية لا نجد ما نقوله سوى اننا فقدناك حقا وستظل ذكراك محفورة في القلوب والوجدان. وندعو الله العلي القدير ان يلهم اهلك وذويك وكل محبيك الصبر والسلوان.
«إنا لله وإنا اليه راجعون
مولاي أحمد الجعفري

اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد