ديما مسموع

المقال الثاني عن الذكرى الثانية لرحيل سفير الثراث الأمازيغي

صوتكم : رشيد ادمنصور

يصادف تاريخ اليوم 1 غشت 2020 الذكرى الثانية لرحيل المايسترو إحيا بوقدير سفير الثراث الأمازيغي ، صاحب الحنجرة الذهبية ، سحر صوته جعل منه أكثر شعراء أحواش شهرة ، غادرنا بعد أكثر من 50 سنة من الإبداع و التميز جال خلالها أكثر من 130 جولة في أكثر من 85 دولة في الخمس قارات ، و أعطى خلالها بريقا و توهجا للفن الأمازيغي عامة و فن أحواش و تنظامت خاصة ، كما اكتسب بها مسارا و تجربة لم يتمكن أي أحد غيره من شعراء هذا الفن أن يحظوا بها طيلة تاريخ هذا الفن .

سر نجاحه هو تنوعُ فنه ، فقد يحاور كبار الشعراء بكل شجاعة و قوة شخصية كما قال فيه سابقا الباحث في الثقافة الأمازيغية الأستاذ احمد عصيد : ” يقتحم غمار النظم والتحاور الشعري بقدم راسخة و ثقة في النفس تتجلّى في صوته الجهوري وحنكته وسبقه إلى فتح أبواب النظم وإلى إغلاقها حسب إرادته واختياره، وهي أبواب غالبا ما يختار منها الأكثر جدّية وإثارة لاهتمام الجمهور، وعندما يشعر بدبيب الملل إلى الحاضرين يباغت محاوره بتغيير لحن الإنشاد أو وزن الشعر مما يضفي جدّة على فضاء أسايس. ” ، و حين يشعر بملل الحضور أو المتابع يغادر من بحر الشعر إلى جمال الإيقاع و الألحان ما جعله علاوة على ريادة بحر الشعر ، زعيما لفرق أحواش ما جعله يكسب و بكل جدارة لقب المايسترو كون فرقته تؤدي كل الإيقاعات و الرقصات الأمازيغية المغربية رغم تنوع مناطقها و طرقها بكل دقة و حنكة .

ذو الذكاء الفني ، جعل منتقديه يحارون في المقارنة بينه و بين شعراء الفن الأمازيغي و الفرق الأمازيغية ، لأن الشعراء لا يثقنون الإيقاع ، و الفرق لا تتقن الشعر ، و لكي يتربع على عرش كبار فن أحواش مزج بين لذة الشعر و الكلام الموزون و جمال الإيقاعات و الرقصات عن طريق حنجرته الذهبية و سحر صوته و تنوع ألحانه ، ما جعله يبصم على تاريخ فني حافل بحكمة و ذكاء .

أكيد أن الشعراء لا يموتون لأنهم يولدون من رحم الخلود ، نعم غادرنا منذ سنتين إلا أنه حاضر يوميا في أذهان محبيه و عشاقه ، قصائده و كلماته لازالت مسموعة بقوة في كل سيارةِ و بيتِ و أماكن تجارةِ متتبعيه كأنه حاضر معنا ، ما تحمله قصائده و أشعاره من حكم و نصائح و قصص تجعلها صالحة لكل زمان و مكان .

إحياء ذكرى رحيل إحيا ، هو تكريم و اعتراف في نفس الوقت ، و كذا افتخار بهويتنا و لغتنا و ثقافتنا الأمازيغية ، التي بفضل المايسترو إحيا بوقدير و كذا جميع الشعراء و الفنانين و الباحثين و الفاعلين بحقل الثقافة الأمازيغية لازلنا نتنفس هواء جذورنا و أصولنا و هويتنا التي نفتخر بها .

اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد