ديما مسموع

معرض الكتاب هو الآخر صار مسرحا لغزوات التفاهة، بعد السياسة والتعليم ووسائل التواصل الإجتماعي..

الصحافي : عمر إسرى

 

ما نحتاجه، كتابات رصينة عميقة تنم عن نضج فكري و تراكم أدبي و حنكة أكاديمية وتجربة في الحياة، لأن ترك هذا المجال، إسوة بالمجالات الأخرى، عاريا أمام تحرش الهواة وناشري “اللامعرفة” و “اللافكر”، مكرسي “الرداءة”، سيعمق الأزمة البنيوية التي يتخبط فيها مجتمعنا عامة، والأجيال الصاعدة خاصة، أزمة العقل والقيم! على هذا المنهج سنفقد البوصلة، و سنطفئ ما تبقى من شموع الأمل!

ونحن ننبه إلى خطورة نشر كل شيء دون تحليل أو تمحيص أو تفكيك أو فرز، دون معايير، فنحن واعون أيضا أن كتاب ومثقفي الأبراج العاجية هم الآخرون لا يفيدون المجتمع في شيء، يُنظِّرون في السراب من نوافذ أبراجهم بتعالٍ، يقدمون لنا وجبات بطعم “التصنع” و “الاستلاب” و “التنميق” و “التملق” و “التدليس”، وجبات خيالية لا تفيد واقعنا ومستقبلنا في شيء.

نحن في حاجة إلى المثقف العضوي الذي يجر وراءه تراكما فكريا كبيرا وتجربة حياتية عميقة، ذلك المثقف الذي يغرس هامته في قلب واقع الناس، الذي يضع أرجله في وحل ومشاكل المجتمع، الذي يحس بآلامه وآهاته، الذي يعرف إمكانياته و رهاناته وإكراهاته وتطلعاته، المنخرط في دينامية التغيير و التحديث، الممتلك لتصورات ورؤى واعدة وواقعية، المستشرف للمستقبل، المنبه إلى الثغرات والأخطاء، المرافق للأجيال الجديدة في طريقها نحو النجاح، وللوطن نحو المجد…

نحتاج لمن يساهم في صناعة بوصلة نحو المستقبل، نحو الرفاه… نحتاج لمن يصنع التغيير!

اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد