ديما مسموع

الدكتور عبد الرحيم بوعيدة يكتب عن حزب الاستقلال و هياكله

د عبد الرحيم بوعيدة
لا أدعي فيما أكتبه معرفة عميقة بحزب الإستقلال، باعتباري مجرد وافد جديد لعب مباراة انتخابية فاز فيها بامتياز وأعطى لفريقه بريقاً داخل الجهة، لكن كان لحُكام المبارة رأي آخر.. سواء خارج الحزب أو داخله..
ليس هذا هو صلب الموضوع، لكن كما قلت بالرغم من أني لا أدعي فيما أكتبه معرفة عميقة بحزب الإستقلال، لكن قدري ساقني لاكون صهراً لعائلة استقلالية بامتياز عايشت الحزب وتدرجت فيه وخبرت قياداته التاريخية وعرفت مؤسساته ودواليبه، لذا أجد نفسي مجبراً ككاتب رأي أن أسوق رأيا شخصيا مخالفا لما جاء في خرجة رئيس مجلس المستشارين السيد النعمة ميارة الذي صرح أن الأمين العام للحزب مجرد ناطق رسمي، والحال أن أدبيات حزب الإستقلال نفسه منذ كتاب النقذ الذاتي مروراً بادبيات الحزب ورموزه كانت ترى في زعيم الحزب إماماً ومدبراً وليس منفذاً فقط لقرارات ربما اختلط فيها على الأخ “ميارة” الفرق بين المجلس الوطني واللجنة التنفيدية، باعتبار ان زعيم الحزب هو منفذ لقرارات المجلس الوطني وليس اللجنة التفيدية التي يرأسها، وليس ناطقاً رسمياً لها، لأن في الواقع العملي مُهمة التواصل تعطى لشخص آخر ليس هو الأمين العام حتماً الذي كانت له مكانة كبيرة في حزب الاستقلال منذ علال الفاسي مروراً بمحمد بوستة وعباس الفاسي…
لست هنا مدافعا عن حزب ولا عن زعيم لم أراه نهائياً منذ التحاقي بحزب الإستقلال، لكني قارئ جيد لتاريخ الأحزاب داخل هذا الوطن السعيد، ومدافع عن المؤسسات وكما يقول المراكشيون “آ لي اصغر اكبيرو الهم تدبيرو”..
وتقزيم مؤسسة الرئيس واختزالها في مجرد ناطق رسمي إساءة للاستقلاليين أنفسهم الذين يدركون أكثر مني ومن أي شخص آخر كيف كان يتم إختيار الزعيم أيام “ابو بكر القادري والدويري والعلمي والخليفة” وغيرهم ممن وقعو وثيقة الاستقلال واختارو آنذاك محمد بوستة زعيما للحزب…
على أي متحدث عن الشأن الحزبي ان يقرأ التاريخ ليتحدث بعقلية المؤرخ والمحلل لا بمنطق الواقع الذي أفرز كل هذا العبث داخل حزب كان يوماً ما يعج بالاطر والكفاءات العلمية التي ساهمت في بناء الوطن، واليوم يتحول لمجرد رقم في معادلة حكومية لاتزيده أي بريق.. بل تكاد تعصف به وبزعامته التي تم اختزالها في مجرد ناطق رسمي بإسم هيئة حزبية، فمن الرابحون من تقزيم مؤسسة الرئاسة وهل بقي في حزب الاستقلال من يستطيع أن يرفع لاءات محمد بوستة؟ أم أن للتاريخ منطق آخر الآن تكتبه قوة المال لا منطق الفكر والايديولجيا التي ساهمت في بناء هذا الوطن أيام كان حزب الإستقلال مشتلا لانبثاق الحركة الوطنية وميلاد أحزاب أخرى من رحمه قبل أن تجف الرحم وتتجه للتبني واغراق الحزب!!
ختاماً هذا رأيي الشخصي يخصني لوحدي، لا أنتصر فيه لأي طرف على حساب آخر وأنا الذي لم ينتصر لي أحد من أعضاء هذا الحزب منذ نكستي الإنتخابية، لكن لن أمارس صمتاً مريباً، بل سأقول الحقيقة لأن هذا الحزب كما هو حزب الإتحاد الإشتراكي كانو في يوم من الأيام ملكاً لكل المغاربة قبل أن يتحولوا إلى ماهم فيه الآن من ضعف وهوان يزداد الآن في حزب الاستقلال ويتعمق بهذا النقاش الذي يقفز على واقع لم يقل فيه هذا الحزب اي شيء
واقع إرتفاع أسعار كل شيء في هذا البلد بدءا من المحروقات وانتهاءً بالملح الذي جمعني ببعض قادة ومسؤولي هذا الحزب وهو الذي سيجعلني أتوقف هنا متساءلاً عن دور اللجنة المركزية التي كانت خزاناً حقيقياً للأطر، وعن مؤسسة الرئاسة أو مايسمى بحكماء هذا الحزب الذين عليهم الخروج اليوم عن الصمت لإنقاذ حزب يراد له هو الآخر أن يتحول إلى مقاولة..
فهل هي العدوى كما هي كورونا تماما تنتقل لتقتل؟ أو على الأقل تعطل أجزاءً من الجسم أو الحزب…
د.عبد الرحيم بوعيدة

اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد