صدق اولا تصدق كان لميدلت قطارا يربطها مع الجزائر…؟ ؟
صدق اولا تصدق كان لميدلت قطارا يربطها مع الجزائر...؟ ؟
على مشارف مدشر بوكما كلمترات معدودة عن ميدلت، في اتجاه ميسور، مجموعة من الأطلال والآثار القديمة وهي عبارة عن منازل طينية مهدمة، يقال انها كانت مسكنا اولا لأهل بوكما قبل انتقالهم الى الموقع الجديد الذي بني فيه الدوار حاليا بالقرب من الحقول الفلاحية والهضبة. غير بعيد من هذه الأطلال بناية ضخمة لِما كان يسمى محطة القطار بوكما التي كانت تربط ميدلت ومدينة وجدة وصولا الى الجزائر، طبعا هذا في عشرينات القرن الماضي وليس الآن. حيث عاشت ميدلت رواجا اقتصاديا منقطع النظير، أو ما يسمى بالعصر الذهبي بسبب مناجم أحولي وميبلادن. وكانت واحدة من أهم الحواضر المشهورة بالمغرب في ذلك الوقت. وتعايشت في المدينة حينذاك العديد من الثقافات والأديان جنبا لجنب في سلم وسلام. كما تم في نفس الفترة تقريبا بناء واحدة من اقدم المحطات الكهرومائية ليس في المغرب بل في افريقيا، وهي محطة فليلو التي لا تبعد عن قصر برم الا بأقل من 03 كلم و كانت السبب في اعتبار ميدلت ثاني مدينة في المغرب بعد الدار البيضاء التي يتم ربطها بشبكة الكهرباء. بالمناسبة لازالت المحطة الكهرومائية تعمل من ذاك التاريخ الى يومنا هذا بالرغم من بعض المشاكل التي تظهر وتختفي في السنوات الأخيرة.
إلى حدود اليوم مازالت بالمدينة واطرافها العديد من المنازل، والفيلات الفخمة والتي تعتبر من الشواهد العمرانية لمكانة جوهرة الأطلس ميدلت في منتصف القرن الماضي. لكن بعد الحرب العالمية الثانية بدأ الأفول والاضمحلال شيئا فشيئا.
للأسف رغم أن محطة القطار السالفة الذكر، مبنية بشكل جيد من الناحية التصميم ومحتويات البناء المكون من الحديد، الخرسانة المسلحة، والأجور إلا أن أيادي العبث تلاعبت بمحتوياتها، فنزعت السقف، الأبواب والنوافذ وتركت البناية في حالة مزرية.
يحز في النفس أن معلمة من هذا الحجم ومن هذا التاريخ، وما كانت تمثله من حمولة تاريخية واعتبارية يتم إهمالها بهذا الشكل.
بقي ان نشير أن المصادر التي تتحدث عن هذا التاريخ شبه شحيحة أو على الأقل غير معروف أصحابها او الجهات التي تمتلكها، وفي هذا الإطار نهيب بالمهتمين نشر كل ما يمكن أن ينير هذا الجانب المنسي من ذاكرة مدينة
ميدلت التي نحب….
حميد الشابل