عبد الصمد بن شريف
يعتبر المغاربة أن الشعب الأقرب إليهم في كل المجالات، و الذي يتقاسم معهم التاريخ والجغرافيا واللغة والدين والهوية والمطبخ والفن واللباس والمزاج هو الشعب الجزائري،
في هذه الأجواء الرمضانية ،بكل حمولاتها الروحية .ونفحاتها الدينية وأبعادها الإجتماعية والثقافية والحضارية ،التي تنم عن التسامح والتعاضد والتضامن والتصالح والتكافل. أتوجه بنداء صادق وحار، إلى الشعبين الشقيقين ،لنبذ مشاعر العداء والكراهية ،والكف عن تبادل الاتهامات، والتراشق بما لاينفع ويخدم مصالح الأمتين ،والتوقف عن الحروب الإعلامية والنفسية .
كما أدعو مختلف الفاعلين والنخب الثقافية والمؤسسات الإعلامية في الجزائر والمغرب، إلى بذل مجهود استثنائي وتاريخي ، واتخاذ مواقف جريئة تنتصر للمستقبل، بالكف عن خيار تأجيج وتوسيع مساحة الخلافات والاحتقانات .والانتصار لمنطق التاريخ والجغرافيا ،ونداء الضمير العميق الذي يسائلنا جميعا ويعذبنا ويؤنبنا.
ارجو أن يجد هذا النداء ،النابع من الأعماق، ومن قلب لايكن حقدا ولاعداوة لأحد ،تفاعلا وترحيبا لدى الشعبين الشقيقين. وأن تصفو النفوس، وتهدأ الأمزجة، وتهتدي العقول، إلى ما يضمد الجراح، ويكبح جماح التصعيد والتعقيد.
وبعيدا عن الخلفيات الفكرية ،و غشاوة الإيديولوجيا، وصليل الكلمات المهيجة للمشاعر والمنومة للتفكير العقلاني .أجد في ما يجري منذ عقود ،فصلا طويلا من العبث ومتاهة لامتناهية . لذلك يجب أن نترك للأجيال القادمة، تاريخا نظيفا خاليا من الأورام القاتلة. وأن نسمو ونعلو ونرتفع، ونطوي الصفحات السوداء. ماذا جنينا من هذه الخسارات والانكسارات المجانية، غير التشدد والتصلب والتعصب والتصدع والشروخ الكثيرة، في جدار علاقات كان من المفروض أن تكون مثالية ببن جارين. ؟أتوجع..أتألم. أشعر بخيبة الأمل، أمام كل هذا الحجم من الخسارات والضياع و،الهدر لفرص البناء المشترك للمستقبل والرفاهية والأمن والسلام والسعادة والهناء والتواصل والتراحم والتواشج.
رجاء؛ لنجعل مما تبقى من هذا الشهر الفضيل، مناسبة للمحبة والمودة والتآخي والتلاحم بين الشعبين الشقيقين. وأختم هذا النداء بهذه الأبيات للشاعر الجزائري الراحل مفدي زكريا .
وتغنيت منذ فجر شبابــــي
بالتحام القوى ودعم الجهــود
لم أزل صادحا على كل غصـن
من ربى المغرب الكبير العتيـد
إنا في المغرب الكبير نشيـــد
يترامى صداه للأحقـــــاب
ونداء لوحدة الصف يسمـــو
للنهايات دون أي حســــاب.