ديما مسموع

ميدلت: الأفارقة يكتسحون شوارع المدينة…

حل الأفارقة باعداد غير معهودة بمدينة ميدلت، مدينة المتقاعدين والبِطالة بامتياز. فطيلة الأيام الأخيرة شوهدوا، يتجولون في احياء المدينة، بل وصلوا الى المداشر القروية القريبة. يتنقلون افرادا او جماعات، بسحناتهم السمراء وباعمارهم واجناسهم، وجنسياتهم المختلفة، أغلبهم صغار السن، وحسب بعض الشهود، قد لا يتجاوز العديد منهم 16 سنة. تراهم يجلسون على الأرصفة وبالقرب من الأضواء الثلاثة يتجولون في الأزقة وعلى الطرقات يقتربون من الميدلتيين والميدلتيات، يمدون اياديهم ويلتمسون بما تعلموه من الدارجة المغربية الركيكة، القليل من المساعدة:
” السلام عليكم… خويا، بغينا ناكلوا، عونا الله ارحم الوالدين….حنا معندنا والوا….شوف من حالنا….”
للأسف لا يعلمون أن بالمدينة عشرات إن لم نقل مئات المتسولين والمتسولات من أهل البلد وخارجها، لا يعلمون وكيف لهم ان يعلموا أن شباب وشابات المدينة أضناهم التعب، وانتظار فرصة شغل، وان المدينة شبه متوقفة… لا مصانع ولا معامل لا شركات… لا يعلمون أن عائلات بكاملها تحترف التسول بجنبات الطريق بدءا من تيزي نتلغمت وصولا الى مركز المدينة.
أضف إلى ذلك جفاف غير مسبوق زاد الطين بلة، وأزم اوضاع الكثير من الأسر التي تعيش على الفلاحة المعيشية وتربية الماشية.
الوضع المعاش لا يقتصر على ميدلت وسُجَِل ايضا في الريش، الراشيدية والبلدات المجاورة. المشكل ليس بالسهل وينطوي على مخاطر متعددة، لدى من الضروري التفكير مليا في تبعات هذا الاكتساح الغير المسبوق لمهاجري جنوب الصحراء للمدن الصغيرة والمتوسطة والتعامل انسانيا مع هذه الظاهرة قبل أن تستفحل المشاكل الناتجة عنها وتؤدي الى ما لا يحمد عقباه.
الأسئلة المؤرقة:
من جاء بهؤلاء الأفارقة الى هذه المناطق الفقيرة دون أدنى ترتيب ..!؟
ما الغاية والهدف من استقدامهم بهذا الشكل وبهذه الأعداد؟
وهل تستطيع المدينة والساكنة التي تعيش اصلا الفقر والهشاشة تحمل هذا الوضع؟
والى متى؟
هل من خطة للتعامل انسانيا مع الظاهرة ؟؟
العديد ممن التقيناهم اثناء الاشتغال على هذا الموضوع لا يخفون قلقهم وتوجسهم ويقولون دون مواربة:
” قنابل موقوتة غير الله احفظ…”
حميد الشابل

اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد