أظهرت بعض الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي يوم أمس الأحد 11 شتنبر2022 مشاهد مؤلمة لحريق مهول شب في احدى الدور الترابية المأهولة، بواحد من اعرق المداشر ليس في طاطا، ولا في الجنوب الشرقي، ولكن في المغرب ككل. مدشر كل ما فيه أصيل، تحفة معمارية متجدرة، تستحق عن جدارة واستحقاق ان تدرج ليس فقط ضمن التراث الوطني بل العالمي الأيل للانقراض. فأينما وليت وجهك لوحات فنية ناذرة بكل المقاييس، بأبراجها، دروبها زُقاقِها وبصومعتها التاريخية العجيبة، وبسورها ومعمارها العتيق المتفرد. أما عن حِرف صُناعها التقليديين الضاربة في القدم فلا تسال..؟؟
مدشر الرحالة التليد بواحاته الغناء ومنتجعه الصيفي الساحر، وبثمر بويطوب اللذيذ، مدشر من عالم آخر لا يشبه باقي العوالم الأخرى.
عودة للحريق الذي اتي على كل ممتلكات الأسرة من الأثاث والفراش وغيرها من متاع البيت، ولولا تدخل الأهالي والجيران في الوقت المناسب -الذين هبوا، وبذلوا الجهد الجهيد من أجل اخماذ النيران.- لانتقل لهيبها الى باقي المنازل الأخرى ولفعلت الأفاعيل بممتلكات العباد، لأن الدوار يعرف كثافة عمرانية وسكانية كبيرة جدا. لذلك يهيب المجتمع المدني بالمنطقة والنواحي من الجهات المسؤولة المعنية، بايلاء هذا الموضوع ما يستحق من الاهتمام. وبأخذ اقصى درجات الحيطة والحذر، مع تزويد رجال الوقاية المدنية المرابطين بمقر الجماعة الترابية قصبة سيدي عبد الله بن امبارك بكل المعدات والآليات الكفيلة بالحد من الاخطار وللتدخل في حينه، لإبعاد كل ما يمكن الحاق الدمار والخراب بهذه الكنوز التراثية والتي لا تقدر بثمن.
حميد الشابل