ديما مسموع

المدارس العتيقة بسوس في العهد المحمدي ودورها في الحفاظ على الثوابت الدينية و الوطنية للمملكة , عنوان الملتقى الأول الجمعية المحمدية لطلبة وفقهاء التعليم العتيق بسوس

 

مولاي احمد الجعفري

بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء المضفرة و تزامنا مع الذكرى الرابعة لتأسيسها تعتزم الجمعية المحمدية بأكادير تنظيم ملتقاها الأول تحت شعار ” ترسيخ الثوابت الدينية اساس الوحدة الوطنية ” وذلك ايام 08 و 09 نونبر المقبل .
و سيشمل الملقى الذي تحتضنه غرفة التجارة والصناعة والخدمات بأكادير و مدرسة سيدي محمد النضيفي بقطب اغرم إقليم تارودانت ، تنظيم مجموعة من الندوات و الموائد المستديرة حول دور المدارس العتيقة في الحفاظ على التوابث الدينية و الوطنية للمملكة، بحظور مجموعة من الأساتذة و الفقهاء والعلماء و الطلبة و المهتمين، وباحثين في المجال الديني للمملكة المغربية، إذ تعتبر هذه البادرة التي تخول من خلالها الجمعية التي ترأسها السيدة الفاضلة ” فاطمة واكريم” إلى خلق إشعاع و طني و دولي و تسليط الضوء على المدارس العتيقة ودورها البارز في تخريج فقهاء و أساتذة وفق مناهج وزارة الاوقاف و الشؤون الإسلامية و تحت القيادة الرشيدة لأمير المؤمنين .
لدى سيكون للمهتمين و الباحثين على مدى يومين موعد مع ندوات فكرية حول أهمية التربية الدينية في التنشئة على القيم والمحافظة على هوية الأمة ومرجعيتها الثقافية وخصوصيتها الحضارية، اذ كانت المدارس العتيقة عبر التاريخ، مصدر المتابعة الفكرية والثقافية والسياسية. وأيضا لكون مدارس التعليم العتيق الإسلامية في المغرب لها أهميتها في الاهتمام بالتراث العلمي والحضاري للأمة منذ الفتح الإسلامي إلى اليوم، إذ هي منظومة تربوية كاملة، عبرها ورث السلف الخلف الكتاب والحكمة، والعلوم والآداب، منها تخرج العلماء، والأدباء، ورجال الدولة على اختلاف مراتبهم ووظائفهم، هي صمام الأمان الأمن لهذه الأمة، وهي المدافع عن توابثها الدينية والوطنية، وحامل لواء عزتها وأمجادها على امتداد الزمان والمكان، لذلك حظي، ولا يزال بالعناية والرعاية من ولاة الأمر، ومن أهل الخير والإحسان الذين وقفوا كثيرا من ممتلكاتهم عليه لأداء ورسالته العظمى وتحقيق أهدافه الكبرى.كما تبرز بجلاء هذه الأهمية من أهداف هده المدارس وأدوارها، لاسيما المحافظةعلىالهويةالإسلامية،والخصوصية الثقافية، والأمن الروحي للبلاد، وإجادة حفظ كتاب الله العزيز بمختلف الروايات، وازدهار العلوم والمعارف الإسلامية في مختلف جهات المملكة. بعد أن أصبح للتعليم العتيق دور كبير في الدفاع عن العقيدة ونشر تعاليم الإسلام وتعليم اللغة العربية وتوحيد الأمة والمحافظة على الهوية والأصالة، ومقاومة الزيغ الفكري والعقدي، والدفاع عن استقلال البلاد ووحدتها وكرامتها، وتخريج علماء الشريعة يقوم بهم الشأن الديني كله في الأمة، وتحيا به حركة الاجتهاد الراشد والتربية الربانية، وتعزيز الدور الريادي للعلماء المغاربة في التأليف في العلوم الشرعية واللغوية، وفي التعليم والإفتاء والدعوة إلى الإسلام، وإمداد البلاد بالقيمين الدينين المؤهلين، والمساهمة في تعميم التمدرس ومحاربة الأمية، وإمداد البلاد بالمواطن القوي الإيمان، المتصف بالاستقامة والصلاح الجامع بين الوفاء للأصالة والتطلع الدائم للمعاصرة.
بعد أن أصبح التعليم العتيق يحتل مكانة متميزة في المنظومة التربوية المغربية بالنظر للأهداف المتوخاة منه من جهة وخاصة فيما يتعلق بالمحافظة على هوية الأمة وتراثها العلمي والحضاري، ومن جهة ثانية استيعابه لأعداد مهمة من المعلمين والمتعلمات، إذ بلغت هذه الأعداد بحسب الإحصائيات الرسمية ( 23857) متمدرسا من الذكور والإناث.ويعتبر هذا التعليم من أقدم أنواع التعليم بالمغرب،كما هي مؤسساته، فمنذ أن عرف الإسلام طريقه إلى شمال إفريقيا، بدأت تنتشر المدارس الدينية في شتى أنحاء ربوع المملكة، حيث ظهرت مدارس عريقة في مختلف الدول التي تعاقبت على حكم المغرب ابتداء بالأدارسة، وتأسيسهم لجامع القرويين، مرورا بالمرينيين، ومدارسهم التي لا تزال قائمة في فاس، وعناية الدولة العلوية بهذا الحقل الديني إلى اليوم.فلقد كان التعليم العتيق، وما زال، أحد الأبواب المهمة في ترسيخ الهوية الوطنية والانتماء الإسلامي في نفوس الأطفال والشباب المغاربة، في مقابل المدارس التي أنشأها المستعمر لتشكيل هوية جديدة تناسب السياسيات الاستعمارية، وهذا لا يعني عدم وجود تحديات وإكراهات واختلالات تعرفها هذه المدارس.
..

اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد