صوتكم : مولاي احمد الجعفري
قام اليوم وفد من السياح المغاربة الاسرائليين تعدادهم حوالي 20 سائح ، بزيارة لمنطقة اقا إقليم طاطا ، حيث لازال إلى يومنا هذا يحتفظ المكان بالعديد من الأثر التاريخية اليهودية، كبملاح أقا الذي عاشت فيه شخصيات كبيرة نذكر منها الحاخام مردخاي أبي السرور الذي عرف بإسهاماته العلمية وبكتاباته حول الرحلات التجارية وهو الدي عمل في هذا المجال وخبره بعد أن مارس التجارة مع تومبوكتبو، هذا إلى جانب صلحاء يهود لازالت تشد إليهم الرحال إليهم يومنا هذا، حيث يزور اليهود هذه الأضرحة سنويا. والمقابر اليهودية ، حيث قدمت للوفد الاسرائليي اليهودي المغربي العديد من الشروحات حول تاريخ الملاح اليهودي لمنطقة أقا الذي كانت له هويته الخاصة وتقاليده التي تميز يهود المنطقة الذين اندمجوا وتعايشوا مع السكان المحليين منذ قرون ، حيث استقر اليهود بأٌقا واندمجوا مع السكان المحليين، لدرجة أن اللغة العبرية تأثرت بشكل كبير لمدة طويلة، إذ اختلطت العبرية بالأمازيغية واللهجات المحلية، ولم تعد اللغة العبرية إلى سابق عهدها إلا بفضل هجرات لليهود من مناطق أخرى في اتجاه أٌقا.
يضم اقليم طاطا قبور انبياء الله اليهود الثلاثة ,نبي الله دانيل دفين تكموت نايت يعقوب-جماعة تكموت-ونبي الله حزقيل المشهور بولكناس دفين اسافن نايت هارون-جماعة اسافن-نبي الله سيدنا شانويل دفين مدينة تامدولت الاثرية-جماعة تيزونين-واشتهر اقليم طاطا بضمه لقبور صلحاء اليهود من قبيل ضريحا الربي صخر والربي هارون,بقرية الزاوية-جماعة سيدي عبد الله بن مبارك-
وقد تعرضت مؤخرا إحدى أبرز وأهم معالم التراث المادي بالاقليم للتخريب من قبل مخربين, من قبيل قبور ما قبل الاسلام التي يشتهر بها الاقليم,ولم تسلم من أيدي المتطرفين حتى قبور انبياء الله اليهود وصلحائهم,فضلا عن الحالة السيئة التي تعرفها المقابر اليهودية بقريتي تكديرت والزاوية بأقا,اذ طالها الخراب والنسيان,ودمرها المخربون تدميرا ودنسها المتطرفون تدنيسا.
أما كنيس تكديرت فقد اضحى عبارة عن أطلال شاهدة على تعايش حضارة وثقافة اتسمت بالسلام والمحبة والتسامح والتعايش.
مقبرة الاطفال اليهود الصغار ومقبرة الكبار وكنيس وملاح تكديرت في امس الحاجة الى رد الاعتبار من خلال الترميم والصيانة وتعيين حارس يحميه من عبث المخربين,وكذالك الأمر بالنسبة لملاح قرية تاوريرت,وضريحا الصالحين الربي صخر والربي هارون والمقبرة اليهودية وملاح قرية اكادير أوزرو وملاح تنتزارت ومقبرة اليهود ومعبدهم بها,وضريح نبي الله شانويل الذي تعرض للتدمير من قبل شردمة من الرعاع والدهماء من المغالين في التطرف,اذ عمد المخربون الى تدمير ضريح النبي وعتوا فيه خرابا وتدنيسا,ولم تسلم المقبرة اليهودية ولا ضريحي الربي صخر والربي هارون من تدنيس المتطرفين,اذ عمد المخربون إلى نزع نوافذ وأبواب الضريحين وأحدثوا ثقوبا في حائطاي الضريحين. وهي أمور كلها وقف عليها الوفد اليهودي الذي كان مصحوبا بالاستاذ الباحث في التاريخ اليهودي بالمنطقة ” مولود جاعى” رئيس جمعية العكاية للتضامن والتنمية الاجتماعية باقا، و الأستاذ ” إبراهيم الهبولي ” نائب رئيس جماعة سيدي عبدالله اومبارك و بحظور مختلف السلطات المحلية و الدرك الملكي باقا والذين سهروا على تقديم يد العون والمساعدة للوفد اليهودي المغربي، مما جعلهم منبهرين أمام ما وجدوه من حفاوة استقبال وحسن الضيافة من طرف هؤلاء كما استمعوا للعديد من الشروحات الأخرى التي تهم تاريخ يهود اقا ، و تعايشهم من جيرانهم المسلمين دون ميز أو تضييق طيلة قرون من الزمن ، وعبر أعضاء الوفد في الاخير عن رغبتهم في العودة مجددا و تبليغ رسالة ما وجدوه لابائهم وابنائهم باسرائيل خصوصا ان جل أعضاء الوفد هم من الشباب اليهودي الذين ازدادوا و ترعرعوا باسرائيل دون أن يغقدهم ذلك ارتباطهم بهويتهم و تقافتهم المغربية .
وكما هو مهلوم يعترف المغرب رسميا بالمكون العبري كرافد من روافد الثقافة المغربية، حيث ينص دستور 2011 على أن المغرب “دولة إسلامية ذات سيادة كاملة، متشبثة بوحدتها الوطنية والترابية، وبصيانة تلاحم مقومات هويتها الوطنية، الموحدة بانصهار كل مكوناتها، العربية – الإسلامية، والأمازيغية، والصحراوية الحسانية، والغنية بروافدها الإفريقية والأندلسية والعبرية والمتوسطية”.
ويعود تاريخ تواجد اليهود بالمغرب، وفق تقديرات، إلى أكثر من 2000 عام. ويضم المغرب، اليوم، أكبر تجمع لليهود في شمال إفريقيا بما يتراوح بين 2000 و3000 شخص. وقد كان هذا العدد يفوق ربع مليون في أربعينيات القرن الماضي. ومنذ نهاية الأربعينات بدأت العائلات اليهودية بالهجرة إما صوب إسرائيل التي تضم اليوم نحو مليون يهودي مغربي، أو إلى أوربا وأمريكا الشمالية.
