أينما حل وارتحل، الكاميرا لا تفارقه ليل نهار، تراه فوق درجته الهوائية يتنقل بين المداشر او في الشوارع والأزقة، وأحيانا يصعد إلى الجبال او يتجول بين المداشر، همه الوحيد البحث عن المشاهد الجميلة والتقاط الصور المميزة. مصور عصامي موهوب علَم نفسه بنفسه. يسعى دائما الى تطوير أسلوب اشتغاله، والحصول على احدث الأجهزة في هذا المجال رغم قلة الحيلة وقصر اليد.
تعرفه جل الصفحات والمواقع إلاقليمية والجهوية في اقليم ميدلت، تنشر انتاجاته، وتشيد بطريقة عمله وبفنه الراقي. صوره الملتقطة بحرفية قل نظيرها – بالقياس أنه ليس خريج معهد أو جامعة مختصة،- تجلب اليه الاهتمام وتشد اليه الانظار. اسمه ايوب وعكي بالكاد تجاوز العشرين. شاب نشيط محب الحياة ينحدر من مدشر اساكا اقل من ثلاث كلم عن ميدلت. رغم أنه مصور هاو يعمل بتلقائية ودون مقابل إلا أنه يعشق حد الثمالة ما يقوم به. لا يكل ولا يمل، يختار بعناية فائقة المشاهد وزاويا المعالجة والأماكن التي يصور فيها. العديد من صوره، لوحات فنية غاية في الصنعة والابداع، وكأنها تتحدث عن نفسها وتحاور المتلقي بدون تُرجمان، بل تجعله يقف مشدوها إليها، من خلال تفاصيلها الصغيرة، تعابيرها الجياشة و رسائلها الجمالية المباشرة وغير المباشرة.
ايوب شعلة من الطاقة، الحماس والانطلاق. حينما يلتقط الصور يعيش حياة أخرى، يحلق عاليا بلا أجنحة، يمارس طقوسا من نوع آخر، يبدع بطريقته الخاصة….
حميد الشابل