ديما مسموع

أوراش من ميدلت: جنود البيئة وحماة الجبل الجُدد

عرفت عالية جبل العياشي أكثر من 2600 متر فوق سطح البحر، اشغالا مكثفة طيلة أربعة أشهر الماضية بدءا من 12 يوليوز 2022 الى 31 من هذا الشهر في إطار المشروع الوطني اوراش الذي هٓــمَ مختلف ربوع المملكة. اشغال متنوعة بين حفر، تحويض، شذب وغرس، تخللت هذه العمليات أعمال أخرى لا تقل أهمية، من بينها نقل الأغراس من المستنبت التابع للمياه والغابات في زاوية سيدي حمزة الى الجبل، على مرحلتين:
الأولى: بواسطة المركبات، شاحنات كبيرة وصغيرة وعبر الجرار.

الثانية: لصعوبة المسالك تمت الاستعانة بالدواب لنقل الشتلات الى اماكن الغرس المتباعدة والموزعة على طول 80 هكتار، من أجل تخليف الأشجار التالفة. ونظرا للأجواء الحارة المسجلة في النصف الثاني من شهر أكتوبر تم سقي الشتلات بطرق بدائية، بالاستعانة بالدواب وقنينات البلاستيك من الحجم الكبير التي كانت تملأ بالماء.
جرت كل هذه العمليات بتنسيق مع الشركاء، السلطات المحلية، المجلس الإقليمي، الجماعة الترابية لأيت ازدك، ومصلحة المياه والغابات ومحاربة التصحر بميدلت. في ظروف طبعتها روح المسؤولية وتضحيات جسام من مؤطري جمعية ملوية العليا بيئة صاحبة المشروع، والمستخدمين الذين تحملوا طيلة ما يربو لأربعة أشهر عناء التنقل يوميا لمسافة تجاوزت 30 كلم ذهابا وايابا، راجلين او عبر دواب أو درَجات هوائية مهترئة، بعد فشل كل الملتمسات التي قدمت للمجالس المنتخبة المعنية في هذا الصدد.
كانت الأشغال محفوفة بالمخاطر وشاقة لوجود المنحدرات في بعض المقاطع، وُظفت فيها مجهودات جبارة، وشارك فيها أزيد من 14 مستخدم ينحدرون كلهم وبدون استثناء من الدواوير والمداشر الواقعة سفح جبل العياشي. مع إضافة عمال مياومين آخرين كلما دعت الضرورة إلى ذلك، تكلفت الجمعية ذاتيا بتأدية أجورهم، كما هو حال استئجار الجرار، والدواب لنقل الشتلات الى ارتفاعات شاهقة بعالية الجبل.
منذ البداية كانت المهمة الرئيسية المسطرة من مشروع هذه السنة واضحة، وتمثلت بالموازاة مع تحويض الشجيرات للاستفادة من كل قطرة مطر تهطل، هي تخليف الأشجار التالفة حيث ان الموقع بعينه عرف سنة 2016 غرس ما يناهز 50.000 ألف شجرة وهو عدد ساكنة ميدلت، موزعة بين 24.000 أرز و 24.000 بلوط وانواع أخرى.


حسب اهل الاختصاص وشهود العيان، فقد شهد المشروع نجاحا كبيرا، حيث دأبت الجمعية المعنية كل سنة بشراكة موثقة مع مصلحة المياه والغابات ومحاربة التصحر، على تنظيم خرجات دورية، من أجل مواكبة المشروع والمداومة على الإعتناء به منذ الانطلاقة الى اليوم. عمل دؤوب ومتواصل لسنوات، كانت نتائجه ايجابية على الميدان، وكل زوار الموقع يبدون ارتياحهم لـِمـا آلت إليه الغابة خصوصا بعد اعادة غرس الأرز الذي انقرض في هذه الأماكن.
بالموازاة مع هذه الأشغال، ودائما تحت النفوذ الترابي لجماعة أيت ازدك، أنجزت مجموعة أخرى تتبع لنفس الجمعية تتكون من خمس افراد أنشطة بيئية أخرى شملت، دواوير:


اساكا، تداموت، سمورة، والحزام الاخضر المتواجد بالمدخل الغربي للمدينة كالتنظيف، جمع القمامة على جنبات الطريق، التحويض، الشذب وغيرها من العمليات. دون اغفال حملات التنظيف الجماعية والتي شارك فيها اكثر من 25 مستخدم والتي تنظم بين الفينة و الأخرى خصوصا ايام الجمعة، وكان مسرحها جل دواوير الجماعة، قصر برم، قصر اسليم، تبنعتوت، كروان، مدشر فليلو، تسويت، تطوين…
بدون أدنى شك فقد حقق هذا المشروع المجتمعي المسمى اوراش اهدافه، وغاياته، لأنه جاء في وقته، بعد تداعيات جائحة كورونا، الحرب ضد اوكرانيا وهذا الغلاء المستشري في كل شيء. ومع ذلك صاحبته على طول المملكة الشريفة وعرضها العديد من الملاحظات والانتقاذات، وصل بعضها لدرجة توظيف السياسة، المحاباة، والمتاجرة بعرق جبين المستخدمين والمستخدمات، لدى يلتمس العديد من المستفيدين والمستفيدات في هذا الأوراش المفتوحة التحقيق في هذه الوقائع والضرب بيد من حديد، بكل من يتلاعب بالوطن والمواطنين


حميد الشابل

اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد