ديما مسموع

معارضة الدلاح بطاطا ثابتة وتتمدد..

لا تكاد تخفت أصوات فعاليات المجتمع المدني، بطاطا وعلى رأسها احد اشهر الصحافيين بإلاقليم إلا لترتفع من جديد، مرة تُهيب وتلتمس، ومرة تندد وتستنكر، جراء ما وصلت إليه تداعيات غزو المستثمرين في مجال الدلاح وما أحدتثه من مشاكل في العديد من مناطق الاقليم، أولها الاستنزاف غير المسبوق للفرشة المائية، نظرا لما تتطلبه هذه الزراعات من كميات غير معقولة من الماء، بدءا من المراحل الأولى للغرس، وصولا الى المراحل النهائية قبل الجني، فإلى وقت قريب كان مجرد حفر أمتار معدودة تتككل بالعثور على الماء، اما في السنوات الأخيرة ازداد عمق الآبار حتى وصل مستويات قياسية تتجاوز بعض الأحيان مئات الأمتار تحت عمق الأرض دون العثور ولو على قطرة ماء وحيدة. أضف إلى ذلك مشاكل اجتماعية لا حصر لها طفت، وتطفو على سطح الأحداث كل سنة خصوصا أثناء جني المحصول، على سبيل المثال لا الحصر :
ضحايا حوادث السير، لدغات الافاعي والعقارب، أمراض مجهولة، غياب التأمين والتغطية الصحية، دون الحديث عن هزالة الأجور، وطول ساعات العمل، وظروفه القاسية التي صادفت لسنوات شهر رمضان الذي يعرف هو الآخر حرارة شديدة لا تحتمل.
بعد اكثر من عشر سنوات تقريبا على دخول البطيخ بانواعه طاطا تسأل الساكنة -ومن حقها ان تسأل- سؤالا يبدو في ظاهره بريئا إلا أنه يضع اليد على الجرح وهو:
ما هي الاضافة النوعية التي جلبتها هذه الزراعة الدخيلة على الأقليم؟؟
ولن يتأخر الجواب من الساكنة نفسها فتجيب: لم تجلب سوى الويلات…وتستطرد نفس الاصوات:
لِما هذا التحامل والجميع يعلم ان طاطا اقليم جاف وحار اقليم مهمش لا طرق سيار، لا مصانع، لا معامل، لا جامعات…. وهو بعيد وقصي عن مدن الداخل والشمال، وحتى عن الصحراء الغربية المغربية شقيقته الكبرى عرفت قفزة نوعية في كل شيء الا طاطا وشقيقتها الصغرى زاكورة تعيشان في الحضيض…!؟؟
أما عن من يستثمر في الدلاح فغالبيته العظمى وخاصة أصحاب الضيعات الكبيرة، ينحدرون من خارج المنطقة لا منفعة تأتي من ورائهم….فقط يأكلون اللحم ويمصون العظم…ولا يبقى الا الفتات.


في هذا الاطار، خرجت بحر الأسبوع الماضي العديد من الاحتجاجات وتم تنظيم وقفات مستنكرة خاصة في مركز طاطا، ايمي أكادير بفم الحصن، جماعة أم الكردان قاسمها المشترك التنديد بهذه الزراعة الجائرة، الظالمة ومطالبة وزارة الفلاحة وعامل اقليم طاطا، لاتخاذ الإجراءات اللازمة الكفيلة بالحد من عواقب هذه الزراعة او على الأقل تقنين هذا النوع من المزروعات، من اجل ترشيد ما تبقى من الموارد المائية المتبقية.
النشطاء لا يخفون هواجسهم المشروعة من زراعة الدلاح، و يبدون سخطهم من حقيقة الدلاح باق ويتمدد ويقولون:
” ان معارضتهم ثابتة وتتمدد، وهي معارضة لم تات من فراغ، بل مبنية على حقائق ومعطيات علمية وبيئية دقيقة مفاذها ان سلبيات هذه الزراعة الغــريبة عن واحات الجنوب الشرقي أكثر بكثير من ايجابياتها ” ويعززون هذا المعطى بالقرار العاملي الصادر سنة 2021 الذي يعتبر الاقليم منطقة منكوبة متضررة من الجفاف. وليس هناك اكثر تعبيرا من صور ومشاهدة الصهاريج البلاستيكية المركونة بوسط العديد من مداشر الإقليم لتزويد الساكنة بالماء الصالح للشرب كي لا تموت من العطش…!! “
لسان حالهم: معارضة الدلاح وأصحاب كراء او شراء، او….على الهكتارات معارضة تابثة وتتمدد
حميد الشابل

اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد