ديما مسموع

عين على ساكنة الجبال هذه الاثناء ..

أجواء باردة حدَ التجمد، فقد تصل درجات الحرارة المسجلة في بعض المناطق المأهولة 08 درجات تحت الصفر او أكثر، مما يُصعَِب الخروج من البيت، وقضاء الحاجيات اليومية، الا عند الضرورة القصوى؛ مع ما يتطلب ذلك من الحذر، وأخذ كامل الاحتياطات. وتزداد الأوضاع سوءا إذا تواصل سقوط الثلوج لأيام متوالية، أو تهاطُل الأمطار القوية والمصحوبة بالعواصف والرياح الهوجاء، التي لا تهدأ إلا ليزيد هديرها. ويحدث حسب تصريحات من التقيناهم، ان يتم بسبب هذه الأجواء، غلق الطرق والمسالك لأسبوع او اسبوعين، فيصبح الوصول للأسواق الأسبوعية تقريبا شبه مستحيل، من اجل التزود بالمستلزمات الملحة، بما في ذلك شراء أعلاف الماشية رفيقة الرَُحال في الحٓلَِ والترحال.
تبدأ فترة الليالي في 25 دجنبر من كل سنة وتنتهي في 03 فبراير وتبقى من اصعب الفترات في العام 40 يوما بالتمام والكمال تكون صعبة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، عنوانها البارز معاناة لا يمكن وصفها ولا نقل حجم ما تتركه من أثر على من يسكن هذه الجبال القصية، خصوصا أن اغلبهم يصنف ضمن دائرة الفقر والهشاشة.
يتحلق افراد عائلة حمَو الكبيرة والتي تضم اضافة إلى الجد والجدة، الأبناء، وزوجاتهم والأحفاد من الذكور والإناث حول المدفئة (الفورنو) ويحرص هذا الشيخ السبعيني منذ شهور على العمل بمعية ذويه لتأمين حطب التدفئة وكل المؤونة التي يحتاجونها تحسبا لمثل هكذا ظرفية، التي لا يمكن الاستغناء فيها ولو ليوم واحد عن إيقاد النار والإلتفاف حولها.
رغم قساوة طقس هذه المناطق وبعد توالي مواسم الجفاف في السنوات الأخيرة، ليس فقط على اقليم ميدلت لكن على طول البلاد وعرضها، أسٓـرَ لنا حَمو الذي استضافنا في بيته، بما يلي:
“المطر والثلوج لنا القدرة على استحمال ما يخلفانه من ظروف، مهما كانت قاسية، لِما يأتي بعدهما من خيرات وبركة، اما الجفاف، وما يصاحبه من دمار، فلا طاقة لنا به وعواقبه لا تبقي ولا تدر….
الله ارحمنا….الشتا رحمة….الله ارحمنا…الشتا رحمة
حميد الشابل

اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد