ديما مسموع

ميدلت ….فليلو،،القرية المنسية..

فليلو، واحد من المداشر المشهورة بايت ازدك، لا يبعد عن مدينة ميدلت المركز إلا بأقل من 08 كلم، إلا أن أغلب ساكنيه يعيشون الفقر، الهشاشة. التهميش، اللامبالاة، تفاصيلها:
بطالة، عوز، حياة قاسية، قساوة الظروف المناخية في هذه الأحزمة الجبلية القصية عن الأقطاب الاقتصادية الكبرى. ليبقى المصدر الوحيد لتأمين لُـقمة العيش، هي تربية بعض من رؤوس الماشية، بيع الحطب، او مباشرة بعض الأشغال الفلاحية البسيطة التي لا تسمن ولا تغني من جوع؛ هي الأخرى قَلَ مدخولها بعد توالي سنوات القحط والجفاف الى مستويات غير مسبوقة.
حالة المدشر الآن لا تسر، وتتحدث عن نفسها، منازل ترابية متواضعة، ومشتتة هنا وهناك، أزقة ضيقة غير معبدة، لا ملاعب قرب بالجِوار، لا قنوات صرف صحي، ولا شبكة ماء صالح شرب… “التنمية معطلة الى أجل غير مسمى، فقط تطل عليهم يوميا، مِن على شاشة التلفاز..”
الأطفال يلعبون ويمرحون ، غير عابئين بما ينتظرهم، لا أحد يخطط لاحتضان طاقاتهم، أو التفكير في تأمين مستقبلهم. حتى مدرسة الدوَار بلا سور، لحماية حرمتها….
غير بعيد امرأة مغلــوبة… تعيش في غرفة وحيدة وكأنها في درب مولاي رشيد بالدار البيضاء. مشاهد بئيسة لا تحتاج الى تعليق مستفيض …
فليلو الجميلة صيفا بمناظر بساتينها وحقولها المدهشة. تتحول في هذا الوقت إلا مجمدات تنخر العظام….
غير بعيد كنز حقيقي تحت الهضبة المعروفة بسانترا، حيث تتواجد واحدة من أقدم المحطات الكهرومائية بالمغرب وافريقيا وبمحاذاتها منتزه مهجور، لازالت تشهد بعض مساكنه السياحية عن الغنى الذي استوطن لزمن طويل…قرية فقيرة لم تستفيد منه شيئا. بل حتى بعض ساكنيها الى حدود اللحظة يعيشون في ظلام دامس بلا كهرباء..!!
أكثر من 100 سنة، وفليلو القرية الجميلة، المنسية تنتظر عودة قطار التنمية إليها للمرة الثانية، بعد ان اخلف موعده معها في المرة الأولى بداية القرن الماضي، حيث مرَ مسرعا دون توقف في محطتها…
حميد الشابل

اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد