ديما مسموع

عين على أشهر دار أمومة في المغرب..

مٓن مِنَا لا يتذكر تكرار مآسي موت الحوامل باملشيل، والجماعات المجاورة لها، وهن في عمر الزهور..؟؟
من مِــنَا لم يتألم لسماع مثل هكذا أخبار ونحن يا حسرة..!! في القرن الواحد والعشرين…!! ؟؟
بسبب ذلك زمجرت أصوات ساخطة وقتئذ، فكان لها عظيم الأثر في تأسيس واحدة من أشهر دور الأمومة في المغرب وهي دار الأمومة بِإملشيل.
تقع املشيل، أيت عبدي، بوزمو، أوتربات ضمن النفوذ الترابي لاقليم ميدلت، جهة درعة تافيلالت وهي جماعات ترابية فقيرة، بين أحزمة جبلية صعبة المسالك، عانت العزلة لعقود ولا تزال، نخرها التهميش والاقصاء. حيث عشرات الدواوير والمداشر تقبع تحت سفوح الجِبال، البعيدة بمئات الكلمترات عن المركز وعن الأقطاب الاقتصادية الكبرى، ونظرا لتغيَر نمط العيش، وتوالي سنوات الجفاف فقد استوطن الفقر والهشاشة أغلب هذه الأرياف والقرى. وما معانات المرأة الحامل إلا مشهد صغير من مشاهد المعانات اليومية لقاطني وقاطنات هذه السلاسل الجبلية الوعرة.
جاء إحداث دار الأمومة بهذه المناطق للحد من الوفيات في صفوف النساء الحوامل ومواليدهن، ولتحسين أوضاعهن خاصة الصحة الانجابية و فترة الرضاعة، فسطَرت الدار منذ إحداثها أواخر 2019 برامج سنوية للتحسيس، التوعية والعمل على الوقاية من العديد من الأمراض ذات الصلة، وأيضا للترفيه كدعم معنوي للمقيمات.
لم يكن خروج هذه المؤسسة الصحية ذات الأدوار الفارقة، وفي هذه الأوساط المحافظة وبهذه الرقعة الجغرافية القصية الى حيز الوجود سهلا، ولم تكن انطلاق خدماتها بالسلاسة التي تصورها البعض خصوصا في سنتها الأولى، فقد اعترضتها اكراهات جمة، إلا أن الأمور بدأت تتحسن شيئا فشيئا وأصبحت الطاقة الاستيعابية للدار 14 سريرا مع تقديم خدمات في المستوى اللائق: مِن إيواء، تغدية، تدفئة واستحمام، مع تقديم الزرورة (هدية المولود)بعد الوضع. قد تطول مدة إقامة الوافدة حسب حالتها الصحية من أسبوع الى شهرين، مع امكانية جلب الأبناء، وتخصيص جناح خاص لإقامة الأزواج.
ما من شك أن إحداث الدار غيَر بنسبة كبيرة أوضاع النساء المقبلات على الحمل والوضع، ومنحهن الثقة والأمان، وساهم الى حد كبير في وقف نزيف موت الحوامل بالمنطقة، خصوصا بعد ظهور شركاء جُدد، فبالإضافة للشريك الأساسي المتمثل بوزارة الداخلية من خلال المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي كان لها شرف السبق في بناء، تأهيل وتسيير الدار، ووقوف عمال صاحب الجلالة كل باسمه بعمالة ميدلت بصفتهم الشخصية على تيسير مصالح الدار.
تعززت خدمات الدار أكثر بعد ظهور شركاء جدد كاليونسيف المنظمة الدولية لحماية الطفولة، من جانب ووزارة الصحة من جانب آخر. من خلال إحداث منظومة الصحة الجماعاتية، بتتبع دقيق عبر وسطاء ووسيطات منتشرين في الكثير من النقط للنساء الحوامل وأطفالهن خاصة في الدواوير الصعبة الولوج كأيت عبدي. ومن اجل تسهيل مهام نقل المستفيدات تم تزويد الدار في السنة الماضية بسيارة إسعاف خاصة بدار الأمومة ورهن اشارتها.

(الشكر الجزيل لرئيسة جمعية الدار على المعلومات التي زودتنا بها اثناء اعداد هذه الورقة، والثناء على كل من ساهم من قريب أو بعيد في اخراج هذا المشروع الناجح للوجود، لسان حال الحوامل:” الله ارحم لكم الوالدين”.)
حميد الشابل

اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد