بعد فجر يوم الجمعة 8 شتنبر الجاري استيقظت ساكنة مركز جماعة أساكي ضواحي تالوين إقليم تارودانت ؛ على نبأ فاجعة تصدعت على إثرها كل جدران وجنبات الثانوية التأهيلية (تجمع السلكين معا) وكذا منازل الساكنة، بمن فيهم مساكن الأساتذة والأستاذات، إذ كان شغلهم الشاغل أين سيدرس فلذات أكبادهم وعددهم ليس بالهين، ما يفوق ألف تلميذ و تلميذة .
إن ما أرهقهم وقض مضجعهم هو قدوم أنباء من مصادر مطلعة على أن الوزارة عازمة على تفريق وتوزيع كل التلاميذ على الجماعات المجاورة (تالوين، ازغار نيرس، الفيض …).
إن هذه الحلول الترقيعية تعبر عن عدم أهمية مصير المتعلمين بالنسبة لهؤلاء، فالأماكن المذكورة أعلاه تعاني في حد ذاتها على مستوى المرافق العامة، وكذا انعدام بنيات تحتية ملائمة، كيف لا وقد كان ساكنة تالوين يعبرون دائما عن سخطهم تجاه الاكتظاظ الموجود هناك في ثانوية محمد السادس التأهيلية في القسمين الداخلي و الخارجي، ناهيك عن عدم الإستقرار الموجود داخل الأسوار، إذ بات الكل يسمع صدى الصراع الموجود بين الإدارة والأساتذة في ذات المؤسسة.
أما المناطق الأخرى فهي غنية عن التعريف، على سبيل المثال لا الحصر، “ازغار نيرس” مؤسسة يستنجد سكانها دائما، وإلحاق تلاميذ ثانوية أساكي بهم سيزيدهم معاناة وإرهاقا.
و جذير بالذكر، أن ساكنة أساكي والنواحي غير راضية بهذه الحلول المؤقتة، الأمر الذي سيخلف ضحايا كثر بسبب الانقطاع عن الدراسة، وهو ما يتنافى مع ما تدعو إليه الدولة لمحاربة الهدر المدرسي.
إلى جانب معاناة المتعلمين، نجد معاناة الأطر الإدارية والتربوية خاصة بعد تعرض المنازل المستأجرة والسكنيات الخاصة بهم، وإلى حدود كتابة هذه الأسطر فهم يبيتون في العراء، نظرا لعدم توصلهم بخيم كباقي المتضررين، ومنهم من استسلم للأمر ولجأ لمنزله المهدد بالسقوط هروبا من وطأة البرد القارس ، حيث أن عملية التسجيل مازالت مستمرة، وكذا إمداد الإدارة الوصية بالمعلومات في أي وقت.
إن هذه الحلول العشوائية ليس إلا هروبا من الحل الرئيسي وهو تسريع وتيرة العمل داخل ثانوية أساكي التأهيلية وتوفير قاعات متنقلة لجميع المتعلمين والمتعلمات دون استثناء، بشكل مؤقت في انتظار إنهاء العمل في المؤسسة.