ديما مسموع

قراءة في إضراب الأساتذة..

طيلة الشهرين الأخيرين، لا حديث بين الناس في القرى والأرياف؛ في المدن والأحياء الشعبية او الراقية؛ في المقاهي، وفي المحلات التجارية، بل في كل مكان إلا عن استمرار اضراب الأساتذة بشتى أصنافهم واسلاكهم التعليمية. نعم لأكثر من شهرين متواصلين، وهم في اضراب، وبلا مبالغة، لايكاد يخلو مجمع او لقاء عمومي، او عائلي؛ أثناء المناسبات، في الأسواق، وبعد الخروج من المساجد، إلا ويكون موضوع المُدرَِس، المدرسة والمتمدرس سـيَِد المواضيع وبلا منازع، فيشتد النقاش والجدال والكل كان يدلوا بدلوه، لدرجة يعلو الحديث أحيانا، حتى يخال السامع أن في الجِوار خِصاما، ويخفت أحيانا أخرى، وهكذا وغالبا، كما حال الفرقاء دائما لا أحدا يستطيع اقناع الأخر بوجهة نظره، كل طرف يعتقد أنه على صواب والآخر على خطأ؛ ويستمر السَِجال والجدال، حيث وصل إلى اعلى المستويات، أسئلة كتابية، شفوية في البرلمان، مقالات تحليلية، فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي، حوارات مباشرة على صعيد مختلف وسائل الإعلام المختلفة المرئية، المسموعة، والمكتوبة.. ولقاءات لا تنتهي، بين الحكومة والنقابات، هذا يدافع بالإدلة والحجج، وذاك ينتقد بأشد العبارات، ومن بين الأراء المتضاربة نورد ما يلي:

Header

( ” عانى المدرس، منذ عقود وتعب من الوعود الكاذبة، ومن عدم انزال الأتفاقات السابقة الى أرض الواقع كما حال حوارات 2011 وما تمخض عنها من مخرجات، بعضها ظل الى اليوم حبرا على ورق…كل سنة تغييرات جمة، اكراهات كبيرة يعيشها القطاع افقيا وعموديا، دون الحديث عن مستويات الغلاء الذي شمل كل شيء وبنسب مضاعفة…ولا ضوء في نهاية النفق..الإضراب جاء لتحصين المدرسة العمومية ودفاعا عن مصلحة التلميذ…”
في حين كان لبعض جمعيات أباء وأولياء التلاميذ رأيها الخاص:
(“لا…لا… زادو فيه بزاف، إوا لواه….كنا معهم في البداية اما الآن فلا عذر لهم، الحوار أخذ وعطاء، تنازلات هنا وهناك، والكل ينبغي ان يتحلى بالمسؤولية.. ياك الوزارة إستجابت لبعض مطالبهم؟ و الحوار مزال مستمرا من أجل دراسة وحلحلة النقط الخلافية الأخرى…ماشي لهذا الدرجة، وسياسة لي الذراع ماشي من مصلحة الوطن، وفلذات الأكباد هي الخاسر الأكبر …!! على الحكومة فعل شيء لأنها في الأول والأخير هي المسؤولة. لا أحد يمكن ان يستسيغ ما يجري..وان يستمر الوضع هكذا!! مكانة المعلم والمدرس مكانة عالية ومحفوظة ولا أحد يستطيع أن يوفيه حقه خصوصا لمن يقوم بواجبه برسالة وضمير. كيف ما كان المرتب، والأجر الذي يتقاضاه، لذلك على الأساتذة ليس دفاعا عن الحكومة أو السيد وزير التربية الوطنية والرياضة الذي بالمناسبة قام بمجهودات جبارة يجب الاعتراف بها…على المدرسين العودة إلى الأقسام اليوم قبل الغد واعطاء فسحة للحوار..”)

إشارة لابد منها:
كانت بداية هذا الإضراب -الذي يعد من بين أطول اضرابات الأساتذة في المغرب على الأقل في العقدين الأخيرين- في اليوم العالمي للمدرس 05 أكتوبر 2023 بعد خروج ما يسمى بالنطام الجديد، فعوض ان يعزز المكتسبات ويحفز رجال ونساء التعليم على العطاء، تفاجأ الجميع حسب بيانات التنسيقيات التعليمية الداعية للاضراب أن النظام المشؤوم، تحامل على المدرس، ويحمل في طياته العديد من التراجعات لأنه يكرس التهميش الذي طال المُدرس بصفة عامة منذ سنوات، لذلك تُحمل هذه التنسيقيات الحكومة مسؤولية هذا الاحتقان، وان النضال هو عنوان المرحلة، وما لا يأتي بالنضال يأتي بمزيد من النضال…
حميد الشابل

Header

اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد