ديما مسموع

المدرسة الابتدائية..

من مِنَا لا يتذكر اليوم الأول بالقسم الأول في أول مدرسة يلجها في حياته، من منا لا يتذكر المعلم الأول الذي درَسه وعلمَه الوقوف في الصف، وشنَف سمعه بأول امر يتلقاه من غريب وينفذه عن طيب خاطر وهو:
” انتباه ايادي على الكثف استقم….”
من مِنا لا يتذكر اول معلم علَمه الحروف، القراءة، الحساب وشيئا من القرآن، والكثير من دروس الآداب العامة الأخلاق الحسنة، وحب الوطن. من منا لا يتذكر اليوم الأول، الدفتر الأول، القلم الأول، والصديق الأول، والوقوف الأول مع التلاميذ لتحية العلم وسماع النشيد الوطني وترديد الله الوطن الملك بقوة وبزهو، ورفع السواعد للأعلى.
المدرسة الابتدائية هي ذلك الحضن الدافئ بعد الأسرة، وبعد حنان الأم والأب الذي يحتضن الأطفال في عمر الست او السبع سنوات، حيث تُوسع خيالهم، تُنمي مداركهم، تبني شخصياتهم، وتشكل عقليتهم الغضة…
تعتبر المرحلة العمرية التي تبدأ في المدرسة الابتدائية الأساس، وهي المنطلق والمفتاح السحري للنجاح في باقي المراحل القادمة من العمر إن تم استغلالها كما يليق وبالشكل المطلوب.
تبدأ كما هو معلوم من المستوى الأول، الثاني، الثالث، الرابع، الخامس وصولا الى المستوى السادس، سِت سنوات بالتمام والكمال قبل الانتقال للتعليم الثانوي الاعدادي، ست سنوات من البناء الدقيق والحساس، ليست سهلة من عمر الإنسان المحدود والذي يمضي دون هوادة كومضة البرق.
ست سنوات تبقى محفورة في الدهن، فلا احد ينسى ذكرياته وايامه الأولى في المدرسة الابتدائية خاصة العمومية منها، فهي اللبنة الأولى وميلاده الأول في مسيرته التعليمية التعلمية والاستعداد للمراحل اللاحقة المتبقية من العمر القصير في هذه الحياة الفانية.

من الأهمية بما كان الإختيار والبحث عن أول مدرسة ابتدائية لفلذات الأكباد، والعمل على متابعتهم ومرافقتهم في هذه المرحلة بالذات، مع مساعدتهم على تجاوز كل الصعوبات التي يمكن أن تعترض طريق إدماجهم واندماجهم الايجابي والفعال. لأن المدرسة الابتدائية هي أول اختبار واحتكاك لابنائنا مع المجتمع، وما فيه من تدافع، تناقضات وصراعات..

من الواجب بما كان على الدولة العمل على تحصين المدرسة العمومية، وتحسين ظروف التحصيل والإشتغال للمدرسات والمدرسين، للمتعلمات والمتعلمين، فلا يمكن الحديث عن اي تنمية ولا تقدم للأوطان بعيدا عن كلمة السر التي هي المدرسة الابتدائية العمومية. ولنا في الدول التي تُنعت بالمتقدمة والمتطورة خير مثال.
حميد الشابل

اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد