ديما مسموع

ميدلت اللغز الثمين والكنز المفقود….

كما وعدناكم، نحل هذا الشهر ضيوفا على اقليم ميدلت، أيقونة الأطلس الكبير الشرقي، مدينة جبل العياشي الشامخ الذي كان يُعتقد الى حدود خمسينيات القرن الماضي أنه أعلى قمة في المغرب، (ولكم ان تتأكدوا من المعلومة قبل الاسترسال في المقال). ميدلت التي عشقها العديد من أغنياء فرنسا، واستوطنوها في القرن الماضي، ومازالت ثلة منهم تحِن الى هذه المدينة التي يسميها البعض اللغز الثمين و الكنز المفقود، عاصمة الاقليم، هي مدينة ميدلت نسمع عنها:
ماضيها خير من حاضرها، وهي عبارة قيلت و تقال الى حدود اليوم، بعد توقف المشاريع الكبرى لميبلادن وأحولي، وبعد توقف عجلة التنمية فيها لعقود، خصوصا من نهايات السبعينيات الى ما قبل 2009 بيد ان الكثير من أبناء المدينة لا يتفق، صحيح ميدلت بعيدة عن الأقطاب الاقتصادية الكبرى، وبعيدة عن البحر، وليس فيها مطار، ولا طريق سيار، ولا معامل، ولا مصانع…إلا أنها ترفل على كنوز معدنية وطبيعية لا تقدر بثمن؛ وعاجلا او اجلا ستأتيها الفرص تلوى الفرص، و تعاد من جديد امجاد هذه المدينة المتفردة، ويعود التاريخ ليسجل ملاحم بٓعثها من جديد بمداد من ذهب، وليس بعيدا ان يعود القطار الى سكته القديمة، لكن هذه المرة على آخر طراز وجهات متعددة والأيام بيننا.. ميدلت جنة المستكشفين عن الثروة، وفردوس المسكونين بلعنة البحث عن الثراء.
ميدلت الأيقونة تحيط بها الجبال والهضاب من كل جانب. فيها من المقدرات ما يجعل أفقر فقرائها غنيا وفي مدة قصيرة. فيها من شجر الأرز في غابة تنوردي، ما ليس في لبنان، ميدلت فيها من الطبيعة الخلابة ومن المضايق ما تنافس به مدينة كولورادو بامريكا….
ما لفت انتباه الغرب أوائل القرن الماضي الى هذه المدينة العصية عن الفهم، بالدرجة الأولى هو معدن الرصاص لحاجة أوروبا آنذاك اليه. وما يتوفر فيها الآن من معادن نادرة ونفيسة اغلى بكثير من هذا المعدن وبكميات وافرة، مع التركيز على أن 99,99 منها لم يكتشف بعد، وهو مطلوب ومرغوب ويباع في الأسواق الدولية بالغرام او حتى بأقل من ذلك، ولكم ان تسألوا عن ذاك اصحاب الاختصاص والمعدنيين المهنيين، وليس بمحض الصدفة ان آخر مؤثمر لهم كان بميدلت التي يلقبونها بعاصمة المعادن الثمينة في المغرب، وقد لا نبالغ كما صرَح لنا احدهم:
” انها بالفعل عاصمة التعدين في المغرب، وربما تكون عاصمة المعدن في افريقيا ككل؛ وتساءل هذا الخبير في مجال التعدين عن السبب في إحجام الدولة في الاستثمار في هذا الميدان، أو على الأقل تشجيع الشركات الخاصة لتنحو هذا المنحى والمؤشرات مبشرة الى أبعد حد…”
ولما استفسرناه عن سر هذا التفاؤل:
” اسرَ لنا وهو يبتسم: ” العينات يا أخي…، العينات التي ظفر بها المحظوظون هي من يعزز ذاك وأضاف:
” ولن تصدق الكثير من أبناء المدينة، وحتى من خارج المدينة في السنوات الأخيرة أصبحوا اغنياء بالفعل ورجال أعمال محترمين، وكانت بدايتهم من هذه العينات واستطرد: وهو يبتسم ” هذا الموضوع صعيب عليك السي الشابل….”
يتبع… موضوع الحلقة المقبلة السيد رشيد عدنان برلماني عن أقليم ميدلت، ورئيس المكتب المسير للجماعة الترابية ميدلت، وهو رجل عصامي ورجل اعمال ناجح….وبالمناسبة، ليس بعيدا عن القطاع الذي تحدثنا عنه اعلاه
صوتكم : حميد الشابل

اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد