أصبح ملعب أدرار في الآونة الأخيرة مرتعا لكل من هب ودب من الباحثين عن المشاهدات واللايكات لجمع دولارات الأدسنس على منصات التواصل الاجتماعي التي تتيح ذلك، حيث لم يعد هناك فرق من من هو صحافي مهني يخضع للقوانين المعمول بها وطنيا، ومن هو مجرد حامل لهاتف يترصد لقطات يحقق بفضلها البوز على حساباته بمنصات التواصل.
وتفاجئ العديد من الزملاء الصحفيين ومعهم نحن في موقع “صوتكم” عند كل مباراة، سواء للفريق المحلي حسنية أكادير، أو مباريات المنتخب الوطني التي تجرى بأكادير، بتواجد مجموعة من الأشخاص لا علاقة لهم بالصحافة والإعلام، بالمكان المخصص للزملاء المصورين بجنبات أرضية الملعب، وأيضا بتواجد دخلاء على الجسم الصحافي بالجهة بالمنصة المخصصة للصحافيين بالمدرجات، بل الأخطر من ذلك، فقد أصبح لهؤلاء قيمة من طرف المنظمين أكثر من تلك التي يجب منحها للصحافيين، مما يطرح العديد من علامات الاستفهام ومعها أسئلة عريضة وكبيرة، هل صحافيو أكادير حائط قصير يقفز عليه هؤلاء؟ ومن يحمي هؤلاء ويسعى لفرض السيبة في وسط قطاع الصحافة بالجهة؟ ولماذا هذا الصمت من طرف المسؤولين؟ وهل يمكن اعتباره صمت يحيل إلى الرضا عن الوضع والسماح به رغم أنه مخالف للقانون؟
لقد نادى الفرع الجهوي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية بجهة سوس ماسة، في العديد من المناسبات، بالقطع مع هذه الممارسات، بل وتحمل الفرع مسؤولية تنظيم عملية ولوج الصحافيين لملعب أدرار بتنسيق مع مسؤوليه في وقت من الأوقات، لكنه انسحب بعدما رأى أن الأمور لا تسير كما يريد وكما يجب أن تكون.
لكن وبالرغم من كل النداءات، إستمر الحال كم هو عليه، بل واستفحل لدرجة كبيرة، حتى خيل للزملاء الصحافيين بالجهة أن هناك من يستهدف قطاعهم ويسعى لعزلهم وحشرهم في زاوية مغلقة، والإتيان بدخلاء على القطاع يتقنون التطبيل والتبجيل عبر لايفات مصورة بهواتفهم النقالة، دون احترام للقانون وللضوابط المطلوبة في العمل الصحفي.
ويبدو أن الجامعة الملكية لكرة القدم قد فطنت لهذا الأمر، من خلال تفاعلها مع مطالب الصحافيين المهنيين في الجهة، بعدما فرضت الإدلاء بالبطاقة المهنية المسلمة من طرف المجلس الوطني للصحافة، من أجل الحصول على الاعتماد لتغطية مباراة نهاية كأس العرش بين فريق الجيش الملكي والرجاء البيضاوي.
وليس هذا فقط، بل منعت الجامعة الصحافيين والمصوريين الذي سيتم اعتمادهم لتغطية هذا العرس الكروي، من استعمال الهاتف داخل الملعب خلال مواكبتهم للمباراة النهائية، مما يعتبر بداية للقطع مع السيبة الإعلامية التي يشهدها ملعب أدرار كلما استضاف مباراة في كرة القدم.
فهل تكون إذن هذه بداية القطع مع عهد السيبة الإعلامية في ملعب أدرار ومعه ملاعب المملكة، وهل ستحرص الجامعة الملكية لكرة القدم وباقي الجهات المسؤولة على رد الاعتبار للصحفيين وطرد كل الدخلاء على المهنة الذين استباحوا عرضها وشرفها، وأصبحوا يعيتون فسادا وطغيانا وتفاهة داخل ملاعب كرة القدم بدون حسيب ولا رقيب، بل وبامتيازات وتفضيلات ممنوحة ممن وجب عليهم حماية مهنة الصحافة والسهر على تطبيق القانون.