مهرجان أجماك إداوكنِظيف يُناقش الثقافة الأمازيغية ومشكل المنتزه الطبيعي الأطلس الصغير (صور)
متابعة/ مصطفى رمزي
في ظل التحديات التي تواجهها الثقافات التقليدية، نُظمت اليوم الخميس 22 غشت الجاري، ندوة متميزة تحت عنوان “الثقافة الأمازيغية والموروث الثقافي” بمشاركة عدد من الباحثين والمتخصصين في التراث الأمازيغي. هدفت الندوة إلى تسليط الضوء على القيم والرموز الثقافية للأمازيغ وتعزيز فهمها في السياق المعاصر.
بداية الندوة تم التأكيد على أهمية الحفاظ على التراث الأمازيغي كجزء لا يتجزأ من الهوية الثقافية لشمال إفريقيا، مع الإشارة إلى التحديات التي تواجه الثقافة الأمازيغية في ظل العولمة والتغيرات الاجتماعية، حيث تمت الدعوة إلى تعزيز الجهود لحمايتها ونشرها.
هذا، وتخللت الندوة نقاشات تناولت مواضيع متنوعة مثل اللغة الأمازيغية، الفنون التقليدية، والطقوس والممارسات الشعبية. وكذا تطور اللغة الأمازيغية وتأثيرها على الهوية الوطنية، إضافة إلى أهمية إدماجها في المناهج التعليمية لتعزيز استدامتها.
في ختام الندوة، أجمعت المشاركات على ضرورة تعزيز الوعي الثقافي والبحث العلمي المتعلق بالتراث الأمازيغي، وكذلك دعم السياسات التي تساهم في الحفاظ على الثقافة الأمازيغية ونشرها. كما أكدوا على أهمية تعزيز التعاون بين المؤسسات الثقافية والأكاديمية لتحقيق هذا الهدف.
وفي ندوة ثانية ضمن التظاهرة، تم مناقشة موضوع وإشكالية المنتزه الطبيعي الأطلس الصغير، والذي شهدت المنطقة المحيطة به موجة من الإحتجاجات القوية من قبل السكان المحليين الذين يعارضون إقامة هذا المنتزه. وتأتي هذه المعارضة في وقت حرج، حيث يسعى المسؤولون إلى تعزيز حماية البيئة وتطوير السياحة المستدامة في المنطقة.
بالرغم من أن وزير الفلاحة والتنمية القروية صرّح في وقت سابق بأنه تم التخلي عن فكرة إقامة المنتزه، إلا أن جل المداخلات في الندوت عبّرت عن قلقها إزاء المشروع الذي يهدف إلى تحويل جزء من أراضيهم إلى منتزه طبيعي محمي. واعتبر المتدخلون أن المشروع سيؤدي إلى تقييد استخداماتهم التقليدية للأراضي، مثل الرعي والزراعة، التي تعتمد عليها حياتهم اليومية.
وفي إحدى المداخلات قال أحد ساكنة المنطقة، بأن المشروع يفتقر إلى التفاعل الفعّال مع المجتمع المحلي : “لم يتم استشارة السكان، ولم تُقدم أي تعويضات أو بدائل لسبل العيش التي ستتأثر.!!! نحن رافضون لهذا المشروع بصفة عامة.”
مهرجان أجماك إداوكنِظيف يؤكد إذن على أنه دائما حريص على الوقوف بجانب الساكنة في مشاكلها ومعاناتها، مع التركيز على مناقشة مواضيع الساعة ذات الأهمية المشتركة.