لا تبعد عن مدينة ميدلت إلا بأقل من 30 كلمتر، إنها بلدة زايدة بلدة أطلسية جميلة، تقع ضمن النفوذ الترابي لإقليم ميدلت جهة درعة تافيلالت، بلدة يقضة، لا تنام بالليل والنهار، تقطعها الطريق الوطنية رقم 13 الراشيدية في اتجاه مكناس ومدن الداخل، والطريق الوطنية رقم 29 في اتجاه خنيفرة مرورا على مدينة بوميا.
زايدة مفترق طرق مشهور، ومعروف بالمقاهي واللحم المشوي على نار هادئة، على طول جنبات الطريق وامتداد المدينة، خصوصا في اتجاه تمحضيت. كما تعرف ايضا ببيع اشهى الفواكه اللذيذة طيلة العام، ومختصة أكثر في ترويج مختلف انواع التفاح. زايدة محطة استراحة مفضلة، لأغلب سيارات الأجرة الكبيرة وحافلات نقل المسافرين، سبعة ايام على سبعة ايام، واربعة عشرين ساعة على أربعة وعشرين ساعة. مركز زايدة الحضاري يعرف صخبا ورواجا لا ينقطع، في كل الأوقات بالليل والنهار…
زايدة رغم كل ما قِيل تظل بلدة مهمشة تعاني في صمت كمثيلاتها من بلدات الأطلس، وهوامش مدن جهة درعة تافيلالت القصية المقصية، والمهضومة الحقوق، لا معامل، لا مصانع، لا بنية تحتية أساس، تليق بسمعتها واسمها الرنان، حتى مشروع الطاقة الشمسية الذي كان يُـعوَل عليه، لخلق دينامية وحركية اقتصادية في المنطقة عرف تعثرا غير مفهوم، ولا أحد يستطيع أن يزيل اللبس ويعطي توضيحات شافية وكافية في الموضوع…!! علاوة على غياب شبه تام لفرص العمل، وبالتالي بطالة تنخر الشباب، سيما أن الجفاف عمَر كثيرا لدرجة أن العديد من المداشر والدواوير التي كان يضرب بها المثل بالأمس القريب بأنشتطها الفلاحية صارت قاعا صفصافا.. لا اخضرار، ولا…ولو لشجرة مثمرة واحدة…!!
في هذا الصدد طرحنا سؤالا مباشرا على احد مؤيدي تنظيم المهرجان في زايدة، (اش خاصك العريان الخواتم لمولاي) ومن بين مُسٓوَِغات التنظيم التي ذكرها، ما يلي:
” ميدلت لها مهرجانها تونفيت، بوميا، املشيل وغيرها من مدن الإقليم فلماذا لا يكون لزايدة ايضا مهرجانها…!؟؟
نعم شباب المدينة أخذ على عاتقه، تسليط الأضواء على هذه المدينة، وقرر منذ الموسم الفارط تنظيم مهرجان واعد بعنوان مهرجان السلام والتسامح لمغاربة العالم، وهذه السنة احتفى بنسخته الثانية، من أجل التعريف بمقدرات المنطقة:
البشرية، المعدنية، الفلاحية والسياحية، من خلال جلب الإعلام المحلي الإقليمي، الجهوي والوطني..
أولا، للترافع عن هذه المدينة وعن ساكنتها التي تعيش الهشاشة والفقر؛ وثانيا لجلب الاستثمار وتسليط الضوء على جانب من جوانب بوابة إقليم ميدلت في اتجاه الراشيدية، الريصاني، أرفود زاكورة ورززات وغيرها من مدن الجنوب الشرقي الغنية بكل شيء والتي تفتقر لكل شيء..
ثالثا، البلدة عرفت في العقدين الماضيين توسعا عمرانية كبيرا وفي كل الاتجاهات، موازاة مع كثافة سكانية ملحوظة وبالمقابل تسجيل غياب التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والرياضية، التي للأسف لا تتناسب وهذا التطور العمراني الكبير..!!
رابعا: لخلق نقاش وسجال من هذا الشكل الذي نحن فيه الآن…!! بين مؤيد و معارض وغير معني…
أما عن سلبيات المهرجان حسب المتحدث دائما فهي بالجملة، (لي عطى الله هو هذا، لكن على الأقل زايدة تصدرت عناويين الأخبار في مختلف وسائل الإعلام وهذا يكفينا..!؟”
حميد الشابل.