تواصل جمعية بسمة الأمل الفرنسية أنشطتها الخيرية في جبال إداوتنان، بتوزيع 87 منحة للتفوق الدراسي وتشجيع تمدرس الفتاة القروية ومواصلة التعليم الجامعي في قرية سيدي عبد الرحمان بتامري شمال أكادير، خلال حفل أقيم مساء الأحد.
وبحسب المنظمين، فإن هاته المبادرة النوعية الموجهة لصالح تلاميذ مدرسة سيدي عبد الرحمان، الواقعة في أعالي جبال إداوتنان. هذه المنطقة الريفية التي تعاني من تحديات اقتصادية واجتماعية كبيرة، جعلت التعليم يشكل أحد أكبر التحديات التي تواجه الأسر المحلية، خاصة مواصلة التمدرس، حيث يحظى بدعم هاته الجمعية الفرنسية منذ اكثر من20عاما.
وتأتي هذه المبادرة في سياق حرص الجمعية على تعزيز الوصول إلى التعليم وتحسين ظروف التعلم للأطفال في المناطق المعزولة. وتتمثل جهود بسمة الأمل في تقديم دعم مالي للفتيات المتمدرسات من الابتدائي حتى الجامعي المنحدرات من المنطقة، إلى جانب مجموعة من الأدوات المدرسية والكتب، بالإضافة إلى تنظيم ورشات تعليمية تستهدف تطوير مهارات التلاميذ. كما تم العمل على تزويد المدرسة بمستلزمات أساسية لتحسين البنية التحتية التعليمية، مثل إصلاح الفصول الدراسية وتامين مستلزمات النقل المدرسي وفضاء للتعليم الاولي ومطعم مدرسي بتجهيزاته.
واعتبر مسؤولو جمعية تمونت للتربية والتنمية، التي عقدت شراكة مع جمعية بسمة الأمل الفرنسية، خلال الحفل الذي غاب عنه ممثلو قطاع التربية الوطنية، أن هذه المبادرة تأتي استجابة للحاجة الملحة التي تواجهها المدرسة بسبب نقص الموارد، لأن هدفنا هو توفير بيئة تعليمية مناسبة لهؤلاء التلاميذ لضمان استمرارهم في الدراسة وتفادي الانقطاع الدراسي، الذي يعد مشكلة شائعة في هذه المناطق”.
ولم تقتصر جهود الجمعية على الجانب التعليمي فقط، بل شملت معدات صحية من ادوية وتجهيزات طبية لمساعدة الأسر على مواجهة قسوة فصل الشتاء في هذه المنطقة الجبلية. هذه المساعدات الحيوية تأتي في وقت يعاني فيه السكان من ظروف مناخية صعبة تؤثر بشكل مباشر على حياتهم اليومية.
إلى جانب ذلك، تسعى الجمعية إلى تنظيم حملات توعية للأهالي حول أهمية التعليم وضرورة دعم الأطفال لاستكمال مسارهم الدراسي، وهي خطوة تعتبرها الجمعية حاسمة لضمان مستقبل مشرق للأجيال القادمة.
وتُعتبر جهود جمعية بسمة الأمل نموذجاً للعمل المدني الهادف إلى النهوض بالمجتمعات القروية وتخفيف المعاناة عن الفئات الأكثر هشاشة. ورغم الصعوبات المالية والتحديات اللوجستية التي تواجهها الجمعية، إلا أن عزمها على إحداث تغيير إيجابي في حياة هؤلاء التلاميذ وأسرهم يبقى دافعاً قوياً لتحقيق المزيد من الإنجازات في المستقبل.
وبهذا، تستمر الجمعية في زرع الأمل في قلوب الأطفال وأسرهم، معبرة عن التزامها الراسخ تجاه تحقيق العدالة الاجتماعية والتعليمية في المغرب، وخاصة في المناطق النائية التي تظل في حاجة ماسة إلى مثل هذه المبادرات الإنسانية في جبال إداوتنان.