جرى اليوم، الثلاثاء 15 أكتوبر 2024، بمقر الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الدار البيضاء سطات من لدن السيد عبد المومن طالب، مدير أكاديمية جهة الدار البيضاء سطات، والسيد عبد اللطيف معزوز رئيس مجلس جهة الدار البيضاء سطات، والسيد نور الدين عيوش مدير مؤسسة الفنون الحية، والسيد محمد الزعري المدير العام لمؤسسة زاكورة للتربية، بحضور نخبة من الفنانين والمؤطرين والمسرحيين، والأساتذة المستهدفين من التكوين في المجال المسرحي.
وتعتبر الدورة التكوينية المنظمة في هذا السياق مرحلة إعدادية أولى، تمهيدا لتنظيم المحطة النهائية للمهرجان المذكور، والمزمع إقامتها بالمركب الثقافي الدار البيضاء أنفا، يومي 17 و18 دجنبر 2024.
وفي كلمته الافتتاحية لأشغال الدورة التكوينية، التي حضرها نخبة من الفنانين المرموقين على صعيد الساحة الفنية رحب السيد عبد المومن طالب بالحضور، مشيداً بالشراكة القائمة بين الأكاديمية ومؤسسة الفنون الحية ومؤسسة زاكورة، والتي تستهدف تنظيم دورات تكوينية تروم تعزيز القدرات التأطيرية لدى الأساتذة المستهدفين بالتكوين، والبالغ عددهم 160؛ استعدادا للمهرجان الوطني للمسرح المدرسي في نسخته الثانية، مستحضرا السياقات المؤطرة، وأهمها تنزيل توجهات خارطة الطريق 2022-2026، والتي تركز على تحسين جودة التعليم وتوسيع نطاق الأنشطة الموازية التي تساهم في انفتاح التلاميذ وتطوير مهاراتهم. مشددا على أهمية المسرح المدرسي كوسيلة فعالة لترسيخ القيم التربوية والمواطنة وتعزيز روح الانتماء الجماعي لدى التلاميذ، ومضاعفة نسبة التلميذات والتلاميذ المستفيدين من الأنشطة المدرسية الموازية، من أجل الارتقاء بالحياة المدرسية، مشيدا بالشراكة الاستراتيجية التي أبرمتها الأكاديمية مع جهة الدار البيضاء سطات؛ بما يسهم في الرفع من وتيرة إنجاز المشاريع التربوية والارتقاء بمؤشرات الإنصاف الجودة بالمدرسة العمومية بالجهة.
ومن جهته، أكد السيد رئيس مجلس جهة الدار البيضاء-سطات في كلمته على الدور الحيوي للمسرح المدرسي في ترسيخ القيم التربوية وتعزيز روح المواطنة لدى التلاميذ، معبرا عن اعتزازه بانخراط الجهة في تنزيل هذه الأوراش الهامة. ومن جانبه، استعرض السيد نور الدين عيوش رئيس مؤسسة الفنون الحية أهمية تجربة المسرح المدرسي في تكوين شخصية الطفل، مما يسهم في انفتاحه على العالم وتطوير مستواه الدراسي.
وبدوره تدخل السيد المدير العام لمؤسسة زاكورة للتربية بالشراكة المثمرة مع الأكاديمية ودورها في تطوير أنشطة التفتح الفني، وعلى رأسها المسرح المدرسي.
وتفاعلا مع الكلمات الافتتاحية، تدخل كل من الفنانين والفنانات المشاركين في تأطير الورشات التكوينية: سامية أقريو، والسعدية لديب، وعادل أبا تراب، ومونية لمكيمل، وأمين أبو النصر، الذين عبروا عن أهمية المسرح في صقل مواهب التلميذات والتلاميذ، ودور الورشات التكوينية والمهرجان الوطني للمسرح المدرسي في ترسيخ تنمية كفايات المتعلمات والمتعلمين في مجال التعبير والمسرح والإبداع، وتنمية الحس النقدي الوسط المدرسي مثمنين المجهودات التي تقوم بها الأكاديمية في تطوير برامج الأنشطة الموازية التي تجعل التلميذات والتلاميذ أكثر تفتحا وفاعلين في محيطهم التربوي.
هذا، ويأتي هذا المهرجان في إطار الشراكة المبرمة بين الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الدار البيضاء-سطات ومؤسسة الفنون الحية، بشراكة مع مجلس الجهة ومؤسسة زاكورة للتربية، ويشارك في هذه الدورة التكوينية 160 أستاذاً(ة) من مختلف مديريات الجهة، حيث تم إعداد أربع ورشات متخصصة تهدف إلى تطوير المهارات الفنية للأساتذة وتمكينهم من نقل هذه المهارات إلى التلاميذ.
إضافة إلى ذلك، يشارك في المهرجان الوطني للمسرح المدرسي ما يزيد عن 160 فرقة مسرحية تمثل مختلف المؤسسات التعليمية بالجهة، بإجمالي 5000 تلميذة وتلميذ، مستفيدين من هذه التجربة الغنية.
وستتواصل فعاليات هذه الدورة التكوينية إلى غاية 17 أكتوبر 2024، حيث سيستفيد المشاركون من مجموعة من الورشات التفاعلية التي تركز على تقنيات الإخراج المسرحي، إعداد النصوص، وأساليب الأداء المسرحي، بهدف تمكين الأساتذة المؤطرين من أدوات عملية تساعدهم في نقل هذه المهارات إلى التلاميذ داخل الفضاء المدرسي. كما سيتم تنظيم جلسات تطبيقية تشارك فيها الفرق المسرحية المدرسية لتقديم عروض تجريبية بإشراف المؤطرين، مما يتيح للأساتذة فرصة اختبار المكتسبات الجديدة في سياق عملي وتربوي. وتعد هذه العروض فرصة لتعزيز القدرات التعبيرية والفنية لدى التلاميذ، كما ستساهم في تحضيرهم للمشاركة في المرحلة النهائية للمهرجان الوطني للمسرح المدرسي.
هذا، وستمنح جوائز لأفضل العروض لفائدة التلاميذ والأساتذة، كما سيتم تكريم أساتذة، مشهود لهم بمشاركاتهم الفعالة في تطوير الثقافة المسرحية بالحياة المدرسية.