متابعة/ صوتكم
منذ بداياته الفنية في منتصف الثمانينات، أصبح الشاعر الحسين أكيلال واحداً من أبرز الأسماء في الساحة الفنية المغربية، خاصة في مجال “أسايس”، هذا الفن الأمازيغي الذي يعبر عن القيم الثقافية والتراثية لساكنة المناطق الجبلية،وكانت سنة 1985 نقطة انطلاق الحسين أكيلال في عالم “أسايس” بمدينة تنكرت، حيث بدأ مسيرته إلى جانب مجموعة من الشعراء والفنانين الذين كان لهم تأثير كبير في تشكيل هذا النوع من الفن من بين هؤلاء الفنانين كان محمد أحيحم، عبد الله أحيحي، والمحفوظ زنيور في تلك الفترة، كانت ساحة الفن حافلة بالإبداع، مما جعل الشاعر أكيلال يطور أسلوبه الفني ويتفاعل مع مختلف الأسماء اللامعة في هذا المجال.
وفي سنة 1989 انتقل أكيلال إلى مدينة أكادير حيث بدأ مرحلة جديدة من مسيرته الفنيةهناك والتقى بعدد من الفنانين الكبار مثل الرايس أحمد أمنتاك، إبراهيم اشتوك، والرايس بولحباق وبالتعاون مع هؤلاء الفنانين سجل أول ألبوم له الذي تضمن أغاني مثل “أويي سلام إياضو سيفران”، و”اتبير إكان أومليل”، و”بارك الله شوف يوجداع”واستمر أكيلال في تطوير مسيرته الفنية مع مرور السنوات، حيث سجل ألبومه الثاني في سنة 1992 والذي حمل العديد من الأغاني المميزة، مثل “ييران زمان أعدلن إفران لجنة إدكان”. وبعدها في 1993 قام بإصدار ألبوم آخر بعنوان “نجوم إفران”، حيث شاركه فيه مجموعة من الفنانين الأفرانيين مما ساعد على إثراء تجربته الموسيقية وفي نفس السنة انخرط أكيلال في تجربة فنية جديدة حيث شارك في مشروع “أمودوا إيدوران”، الذي استمر لمدة ثلاث سنوات وجمع بين العديد من الفنانين المحليين في مجالات متنوعة وبعد هذه التجربة، عاد أكيلال إلى مسقط رأسه في إفران الأطلس الصغير حيث أسس جمعية لفن “أحواش” برفقة الفنان المحفوظ زنيورولم تتوقف مسيرة أكيلال عند هذا الحد، بل قام بتعاونات فنية مع فنانين آخرين ففي سنة 2009 تعاون مع الفنانة خديجة تغازوت في ألبوم مشترك بعنوان “أكار ليتيهال” الذي ضم العديد من الأغاني التي لاقت استحسان الجمهور وبعدها واصل أكيلال تسجيل ألبومات جديدة، وتعاون مع عدد من الشعراء مثل “أكاسي الحسن”، “عثمان أزوليض”، و”بن واكريم”، مما أضاف بعدًا جديدًا لفنه،وفي سنة 2023، قام أكيلال بتعاون مميز مع الفنانة الشهيرة زهرة تبعمرانت، حيث سجلا معًا ثلاثة أعمال فنية مشتركة هذه الأعمال كانت تجسيدًا حقيقيًا للروح الأمازيغية الأصيلة، حيث تميزت بالكلمات الجميلة والأنغام المبدعة، مثل أغاني “السلام عليكم”، و”راكم سقساغ”، و”وا يازنكض”وفي هذه السنة ما يزال الحسين أكيلال يواصل تقديم أعماله الفنية بكل شغف حيث قام بتسجيل قصيدة جديدة بعنوان “اتبير ابوا الريش” ومن الواضح أن الشاعر أكيلال لن يتوقف عن إبداعه الفني، بل سيستمر في إثراء الساحة الفنية بما يقدمه من أعمال تجسد تراث وثقافة منطقة إفران الأطلس الصغير.
وبمسيرته الطويلة والمليئة بالتجارب الغنية، يبقى الحسين أكيلال من الأسماء اللامعة التي قدمت الكثير لفن “أسايس” وللموسيقى الأمازيغية بشكل عام، وسيظل اسمه محفورًا في ذاكرة عشاق هذا الفن الأصيل.