أشنكلي يقصي الإعلام الجهوي ويوقع اتفاقية شراكة مع جريدة وطنية.. المركزية تتفوق على الجهوية في سوس ماسة
صوتكم: متابعة
في خطوة أثارت الكثير من التساؤلات والجدل، وقّع رئيس مجلس جهة سوس ماسة، التجمعي كريم أشنكلي، اتفاقية شراكة مع جريدة وطنية لتغطية أنشطته داخل الجهة، مما أثار غضب وتذمر العديد من الإعلاميين في المنطقة معتبرين هذه الخطوة بمثابة احتقار لهم وإصرار من المسؤول الأول على الجهة على إقبار الإعلام الجهوي والمحلي الذي يرزخ تحت العديد من الإشكالات أهمها غياب الدعم والإشهار للمقاولات لتشجيعها على الاستمرار.
وتأتي هذه الخطوة التي أقدم عليها أشنكلي في وقت عصيب بالنسبة للعديد من المقاولات الإعلامية الجهوية، التي تعاني من أزمة خانقة تهدد استمراريتها وتقلص من قدراتها على تغطية الأحداث المحلية والجهوية، وأيضا تجعلها غير قادرة على مسايرة التحديات والأوراش التي تشهدها بلادنا، وفي مقدمتها الورش الملكي للحماية الاجتماعية.
وكان العديد من الإعلاميين على صعيد الجهة يعلقون آمالهم على الدعم الذي قد يقدمه رئيس الجهة، باعتباره المسؤول الأول عن التنمية والتمثيل المحلي، ولكن ما حدث كان بمثابة مفاجأة سلبية لهم، حيث تم استبعادهم تمامًا من هذه الاتفاقية التي شملت إعلامًا من “المركز”، رغم أن المؤسسات الإعلامية الجهوية كانت تغطي منذ سنوات، مختلف الأنشطة التي ينظمها الرئيس والجهة.
وتعيش المقاولات الإعلامية الجهوية في سوس ماسة على وقع أزمة خانقة تهدد وجودها. فيما يعكس هذا التوجه غياب الدعم الفعلي والمستدام من طرف الجهات الرسمية، رغم أن هذه المقاولات تبذل مجهودات مضنية لتغطية أنشطة الجهة والتسويق للمنطقة والتنمية التي تشهدها، إلا أنها تجد نفسها في غالب الأحيان خارج دائرة الاهتمام الرسمي.
إزاء هذه الأزمة، كان الأمل يحدو العديد من الإعلاميين في أن يسهم رئيس الجهة في دعم الإعلام المحلي عبر شراكات تضمن استمراريته، وتساعده في مواجهة تحديات العصر الرقمي والعولمة والذكاء الاصطناعي، لكن ما حدث كان عكس ذلك تمامًا، حيث تم توقيع اتفاقية مع جريدة وطنية، وهي خطوة اعتبرها الكثيرون بمثابة دعم للمركزية الإعلامية، وتهميش الإعلام المحلي، وتؤكد تفوق الإعلام الوطني على حساب الإعلام الجهوي.
فمنذ توليه منصب رئيس الجهة، كان أشنكلي محل آمال كبيرة من قبل المقاولات الإعلامية بجهة سوس ماسة، إذ كان يتوقع أن يولي الإعلام الجهوي اهتمامًا خاصًا، ويعمل على تعزيز دوره في نقل الأخبار المحلية وتغطية الأنشطة التي تهم المواطنين في سوس ماسة، لكن الاتفاقية التي وقعها مع الجريدة الوطنية المحظوظة، أثارت العديد من التساؤلات حول دوافع هذا التوجه، حيث يتساءل الكثيرون عن سبب تفضيل الإعلام المركزي على حساب الإعلام الجهوي الذي يعاني من نقص حاد في الدعم والموارد.
وتعد هذه الخطوة بمثابة ضربة قاسية للإعلام الجهوي، الذي يواجه تحديات كبيرة في ظل القلة الحادة للموارد المالية وغياب سوق الإشهار، في الوقت الذي كان فيه الإعلام الجهوي يأمل في أن يحصل على دعم إضافي من الجهات المسؤولة، يجد نفسه أمام منافسة غير متكافئة مع الإعلام الوطني. كما أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى تعميق الفجوة بين الإعلام المحلي والإعلام الوطني، مما يعزز المركزية ويزيد من تفشي التهميش على المستوى الجهوي.
إن إهمال الإعلام المحلي في فترة كهذه، في وقت تعيش فيه هذه المقاولات أزمة خانقة، يمثل تحديًا كبيرًا لسياسات التنمية الإعلامية في الجهة، ويطرح تساؤلات مشروعة حول مستقبل الإعلام الجهوي في سوس ماسة.
وفي ظل هذه المعطيات تبقى الأسئلة قائمة حول حقيقة النوايا وراء توقيع هذه الاتفاقية؟ أليس الأجدر أن يتم تعزيز دور الإعلام الجهوي بشكل أكبر من خلال دعمه ومساندته، عوض دعم الجرائد الوطنية من ميزانية الجهة، وهي التي تحظى بدعم وحصة كبيرة في سوق الإشهار الوطني؟ أم أن كريم أشنكلي فضّل العمل بالمثل المغربي الدريجي القائل “زيد الشحمة فظهر المعلوف”؟