ديما مسموع

محمد شكري الكاتب المغربي الذي تمرد بقلمه

صوتكم : خالد العاقل
محمد شكري كاتب مغربي تمرد بقلمه على المجتمع بتناوله قضايا تعتبر من المحرمات في المجتمع المغربي، فمن السهل على شخص تمرد على الجهل وتعلم الكتابة والقراءة في عمر العشرين أن يتمرد عن اي شئ ويخرج عن العادة، فمن منا لم يقرأ سيرته الذاتية “الخبز الحافي” ؟، التي كتبت سنة 1972 ، وترجمت إلى أزيد من ثمانية وثلاثين لغة أجنبية من بينها اللغة الإنجليزية سنة 1973 واللغة الفرنسية سنة 1982، ولم تنشر بالعربية حتى سنة 1982… هذه الرواية التي يحكي فيها عن أسرته بدون خجل وبالتفاصيل المملة عن أبيه وأمه عن إخوته وعن كل شيء…حتى علاقاته الحميمية الأولى مع النساء، عن هروبه من الريف إلى مدينة طنجة حيث الأجانب والدعارة والحشيش وكل شيء فيها مباح، وفي ميناء طنجة باع الجرائد وباع السجائروحتى الحشيش، وهذا ما جعل الرواية تكتسح الحدود وتستوطن العديد من المقالات الصحفية، منها المؤيدة لطريقة كتابته ومنها المعارضة ومنها حتى المستغلة لما كتب في الرواية لسبه وشتمه، وبسبب هذه الضجة الثقافية التي قامت بها روايته، كان هناك حينها إجماعا على منعها في المغرب وفي العديد من الدول العربية، وهذا أعطى قيمة كبيرة لرواية عوض العكس، ففي حديث للإعلامي عبد اللطيف بن يحيى لـ DW عربية وهو صديق لمحمد شكري قال: ” روايته يتحدث محمد شكري عن حياته البائسة وطفولته التي عاشها متشردا في طنجة بعد أن قادم من الريف، مما جعل منها وثيقة اجتماعية تعكس الحالة التي كان يمر منها المغرب، خلال مرحلة الأربعينات من القرن الماضي”
وحتى بعض الأصدقاء و إخوته رفضوا الرواية مع العلم منهم من لم يقرأها إلى يومنا هذا
سنة 2004 وبعد وفاته بسنة قام المخرج الجزائري رشيد بن حاج نقل الرواية من الورق إلى الشاشة بتصويريه فيلم يحمل نفس العنوان.
ليست رواية “الخبز الحافي” رواية يتيمة فلصاحبها العديد من الكتابات من بينها قصته الأولى “العنف على الشاطئ ” التي نشرت سنة 1966 بمجلة لبنانية، “مجنون الورد” سنة 1979، “الخيمة” و”السوق الداخلي” سنة 1985، “زمن الأخطاء” سنة 1992، “مسرحية السعادة” سنة 1994،”غواية الشحرور الأبيض” سنة 1998.
يوم 15 نوفمبر 2003 إنتقل الكاتب محمد شكري إلى دار البقاء بعد صراع مع المرض.

اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد